من متابعة العمارة في العالم الآن تتبلور رؤية واضحة مفادها أن هناك ثقافات ودول جديدة بدأت تؤكد وجودها وتجذب أنظار العالم إليها من خلال مشروعات عملاقة قائمة على أفكار ومبادئ بيئية بل ونظريات علمية حديثة في قوانين الثبات والحركة.
ويأتي مشروع برج تايوان كنموذج لهذه العمارة حيث سيعد أهم معالم تايوان الحديثة ويقع بالقرب من مطار مدينة تايا تشونج على مساحة 10 آلاف متر مربع كما سيضم متحف تايا تشونج ومجلس مشروعات المدينة.
ولا يهدف البرج إلى منافسة الأبراج الأخرى في العالم من حيث الارتفاع “300 متر” ولكنه يظهر للعالم روح الثقافة التايوانية ومسئوليتها البيئية أمام العالم واستخدام مصادر ووسائل بديلة ونظيفة للطاقة حيث تستجيب المشروعات الثلاثة الفائزة لمبادئ وشروط المسابقة بطريقة تحقق الهدف من البرج وهو أن يصبح نموذجاً للعمارة الخضراء في القرن الحادي والعشرين.
المشروع الفائز بالجائزة الأولى والمقدم من شركة دورين ستيفين بيرو أركتكتس DSBA مستوحى من أقرب نموذج بيئي أخضر للإنسان وهو “الشجرة” كما تعكس “أوراق” الشجرة شكل وأبعاد جزيرة تايوان وتبرز هويتها، وقد استفاد التصميم من قوانين الحركة، وقدم فكرة المناطيد الهوائية “الأوراق المتحركة، ليضفي على البرج أبعاداً ديناميكية رائعة.
والمشروع الثاني ليس مجرد فانتازيا معمارية في برج تتدلى منه عناقيد ولكنه يصور بطريقة جذابة أن عطاء الطبيعة وثرواتها لا ينتهيان وأن العناقيد المدلاة هي أياد تمتد للإنسان ليعود إلى مصادر الطاقة النظيفة.
وفي المشروع الثالث استفاد المعماري من كنوز الثقافة والتقاليد اليونانية فاستلهم “الوشم” على الوجه التايواني لينقش برجاً شبكياً يصنع لغة خاصة بين الرياح والضوء ينتج عنها ما يمكن أن نطلق عليه “ترافق الحواس” فكأنك تسمع الضوء وترى الرياح.