1من اصل2

 

هناء مكاوي، تصوير هارمن فان هودسدن

 

 

إذا كانت الحياة فوق جزيرة وفي منزل كبير متعدد الطوابق بأسقف عالية تعتبر حلماُ، فالحياة في منزل شفاف تعتبر أكثر من حلم، فهي خيال، ولكن على جزيرة بهولندا، اجتمع الحلم والخيال وتحولا لواقع.

“اهتم المهندس المعماري عند تشييد المنزل يجعل الواجهة في اتجاه الغرب، فهو بذلك يحظى بمشاهدة منظر الغروب الساحر بشكل يومي على مدار العام فيراه كل يوم بشكل مختلف عن الآخر.

– كان هيويجيك أول من أقام منزله على الجزيرة التي كانت عبارة عن مكان مهجور ليس عليها أي بناء عندما رآها لأول مرة في عام 2008.

هل فرشت العشب ليلاً وتلحفت الفضاء؟ هذا السؤال الافتراضي الذي أثار جبران خليل جبران وتغنت به فيروز في تعبير بليغ عن الحرية والالتحام بالطبيعة، يبدو أن إجابته جاءت بنعم من خلال منزل في هولندا يقيم فيه المهندس المعماري فان هيويجيك، وزوجته ناتاشا دريب التي تعمل في مجال العلاقات العامة، فحين قرر هيويجيك أن يعيش مع زوجته في منزل داخله متصل بخارجه يزول فيه معنى الحدود ويظل دائماً متصلاً فيه بالطبيعة من حوله، كانت ترجمة فكرته هي بناء منزل بجوانب شفافة وتقريباً بلا جدران. يقف المنزل على بعد أربعة أميال غرب مدينة أمستردام على جزيرة ريتيلاند أوست الاصطناعية، بشكل عمودي، وهو مكون من ثلاثة طوابق على مساحة 2960 قدماً. “كنت أريد أن أحيا بلا جدران بقدر المستطاع”، هكذا فكر هيويجيك ونفذ منزلاً متصلاً ببعضه ومكشوفاً من جميع الزوايا من السقف للأرض على ارتفاع 30 قدماً. من هذا الارتفاع يستطيع أصحاب المنزل كشف محتويات جميع الأدوار مع خلفية حية للطبيعة بالخارج والتي تعتبر جزءاً أصيلاً من تكوين المنزل وتتواصل مع داخله. كان لابد من اختيار مكان فريد لتنفيذ فكرته، لذلك وقع اختيار هيويجيك على جزيرة ريتيلاند أوست، المخصصة لسكن العائلات والتي تعتبر جزءاً من مجموعة جزر معروفة باسم آيشبرج.