2من اصل3
وتتناول فكرة الهوية على نحو يتقاطع فيها الفن مع السياسة، حيث السؤال حول الشرق والغرب في إطار ثلاثي الأبعاد، فأنت هنا أمام أفكار فلسفية تأخذك إلى الاختلاف والتواصل مع الآخر، تسير في مناطق متقاطعة بين النحت والتصميم والعمارة والخط العربي حسب فكرته وطبيعته البنائية شكلاً وموضوعاً، ولكنها تبقى في النهاية كما عودنا الفنان في معارضه السابقة تحت مظلة الفكر العام لأعماله الفنية، والتي لا يكترث المستكاوي كثيراً ما إذا كانت تنتمي للفنون المفاهيمية أم لا، يقول: “لا أهتم كثيراً بتصنيف أعمالي أو وضعها داخل إطار أو قالب ما أو تحت مظلة مدرسة فنية وأسلوب محدد مسبقاً فذلك أمر يقرره النقاد ويحسمه تاريخ الفن فيما بعد”.
“على الفنان أن يختار أسلوباً فنياً يناسب أطروحاته وينتمي لهذا الزمن من جهة والفنان نفسه من جهة أخرى”.
ولكن ما تلاحظه ولا يمكن أن تخطئه عين المتلقي هو جرأة هذه الأعمال في الطرح والشكل، وهي جرأة تستند إلى ثقافة واسعة وإدراك عميق للحياة وتواصل عن قرب مع التجارب الفنية شرقاً وغرباً، يقول: “وعي الفنان هو الأرضية الأساسية التي يقف عليها إنتاجه الفني وهي التي تفتح له ولمحيطه آفاقاً جديدة وتزيد مساحة الجرأة التي يمارسها في حياته اليومية” وهي جرأة تسري على الخامات والتكنيك أيضا، مثل الورق المقوى (الكرتون) والأوراق التي يختارها بدقة بما في ذلك أوراق الجرائد أو الأوراق الملونة أو الأوراق المطبوعة بكلمات من اختياره وتصميمه، وتأتي الألوان لتساهم في إبراز جرأة أعماله حيث يستخدم بجرأة أيضاً الألوان الأحادية، ويفسر ذلك: “ربما يعود الحياد اللوني لطبيعتي كنحات يحتفي بالــ”فورم” والكتلة وليس باللون سوى في حده الأدنى وللضرورة، المحور الأساسي في أعمالي هو الفكرة ولغة التكوين”.