هناء مكاوي، تصوير: مادزموجنسن
بيوت إيطاليا
1من اصل2
في علاقة متبادلة بين البشر والحجر أعطى زوجان كل العناية والاهتمام بمنزلهما ذي السنوات المديدة وبالمقابل غمرهما المنزل بالحب واحتوى أصحابه وكل ضيوفه فأصبح كل من يدخله لا يرغب في المغادرة.
في نقطة محددة على شاطئ البحر المتوسط بجزيرة صقلية بإيطاليا يقف منزل عتيق مميز يوحي بأن الزمن توقف عنده وأن السنوات مرت عليه دون أن تترك أثرها كما فعلت مع كل ما حوله. منزل “ديمورا ديل بالزى”، الذي يمتد على مساحة عشرين ألف متر مربع، استمد اسمه من الصخور المتعرجة للتربة التي بني عليها وتنسجم مع الحجر الذي بنيت به جدران أسواره العالية والتي تبدو كصدى للتلال المحيطة بالمكان. يوحي التصميم المعماري للمنزل والذي يعود إلى القرن التاسع عشر بأننا أمام قلعة أو حصن يختبئ داخله الجنود المدججون بالسلاح. ولكن بعد عبور المدخل الواقع تحدث برج مرتفع، يسحر المنزل كل من يدخله بمجرد هبوب نسائم هوائه المفعم برائحة حشائش الأرض لتبدأ حالة من السكون والطمأنينة، للمكان الذي يبدو كقصر في قصة أسطورية بكل ما تعنيه الكلمة من سحر فيستسلم الزائر لأجواء الاسترخاء والمتعة المميزة للمنزل وكل المنطقة المحيطة به.
أسقف مقببة ورسوم جدارية تعود لعصر النهضة وأرضيات ببلاطات منقوشة ممزوجة بمذاق البحر المتوسط وتحمل الكثير من القصص والأسرار التي تبوح بها لكل من يمنح نفسه فرصة الاستماع لها من سكان المنزل أو زائريه. كل هذا السحر هو ما أوقع بينو لوبس في غرامه، وقرر أن يشتريه لزوجته إيلينا كهدية عيد ميلادها الستين، والذي احتفل به الزوجان في المنزل لمدة ثلاثة أيام على التوالي مع ثلاثمائة فرد من الأهل والأصدقاء. “الجميع، وأنا على رأسهم، كانوا في غاية السعادة وكأننا نمضي وقتًا خياليًا. فالأجواء كانت مغمورة بالحب بفضل هذا المكان الذي يحتوي كل من فيه”،