بمناسبة يوم المرأة العالمي: محرّرات الأزياء الأكثر تأثيراً في عالم الموضة
يترقّب المصمّمون حكمهنّ القاضي بحذر، هنّ العين الساهرة على صناعة الأزياء والمطلِق الأوّل لصيحات الموضة عبر عقودٍ من التاريخ… من أوّل مجلّة “كاتالوغ” نسائيّة The Lady’s Magazine عام 1770، على أثر تألّق باريس في فلك الموضة كعاصمته الوحيدة، مروراً بالصورة الفوتوغرافيّة ومقاربة عروض الخياطة الراقية ابتداءً من العام 1933 كخبر صحفيّ للمرّة الأولى، على صفحات جريدة The New York Times، إلى منصّات التدوين الإلكترونيّة التي تعكس أسلوب حياة مدوِّناتها في إطلالة… محطّاتٌ نكشف عن رائداتها في العصر الحديث.
آنا وينتور Anna Wintour
(سنوات عملها: 1975 لغاية اليوم)
من موقعها كرئيسة تحرير مجلّة Vogue بنسختها الأميركيّة، تمكّنت المرأة وراء النظّارات السوداء من تغيير مفهوم الموضة مواكَبةً للعصر، محوّلةً هذه المطبوعة إلى ظاهرة ثقافيّة باتت مرجعاً ثابتاً لقريناتها. أوّل غلافٍ حمل توقيع آنا وينتور عام 1987 يصوّر امرأةً حاملاً في إطلالة تمتزج فيها الموضة الفاخرة بتلك الشعبيّة، تكمّلها حليّ أزياء، كأنّ بها دلالة على أسلوب حياة مستحدَث جُلّ ما تتقن إبداعه ونشره المحرّرة الذي يحسب لها مصمّمو الأزياء ألف حسابٍ وحساب، هي مُطلِقة شعار: “إذا تعثّر عليك أن تكون أفضل من منافسك، ارتدِ بطريقة أفضل”.
كارمل سنو Carmel Snow
(سنوات عملها: 1934-1958)
شغلت كارمل سنو رئاسة تحرير مجلّة Harper’s Bazaar بنسختها الأميركيّة على مدى 24 عاماً، وإلى اليوم يتردّد صدى كلماتها على صفحات الموضة والمنابر الأكاديميّة، هي مُطلقة عبارة ‘New Look’ عام 1947 أعقاب عرض كريستيان ديور لأوّل مجموعة خياطة راقية من توقيعه، فكان وصفها مدوّياً ومفصليّاً في مسيرة المصمّم الفرنسي وتاريخ الأزياء عموماً. شعارها: “الأناقة ذوقٌ رفيع تُضاف إليه شحطة جنون”. أمّا بصمتها في عالم التحرير، فإعادة تعريف مفهوم مجلّة الموضة، من خلال تخصيص مساحة وافرة فيها للصور الفوتوغرافيّة والفنون والديكور والكتابة الإبداعيّة، إلى جانب مقالات الموضة. بصمةٌ ما زالت محفورة في هويّة Harper’s Bazaar.
ديانا فريلاند Diana Vreeland
(سنوات عملها: 1936-1989)
“حذارِ من الأسطورة!”، هكذا خاطبت في أحد الأيّام “إمبراطورة الموضة” ديانا فريلاند المصوّر هورست Horst. بلغت القمّة في العمل الصحفيّ حتّى رأت الأسطورة داخلها، هي التي كانت أيقونةً في عالم الموضة، تشارك في جلسات تصوير أعدادها ويعيرها كبار المصمّمين أذنهم الصاغية. بين عامودها الشهير Why Don’t You? في مجلّة Harper’s Bazaar (حتّى عام 1962) وترأسّها إدارة تحرير مجلّة Vogue (لغاية عام 1971)، إلى تسلّمها منصب مستشارة لدى متحف Metropolitain Museum of Art، عرف فلك الموضة نجمةً حلّت بألقها الفريد وحركة يديها، المنمّة عن ترف وإحساس، في قصور إنكلترا كما في ملاهي باريس الثلاثنيّات، تصادق الكلّ من دون تمييز أو استثناء، إيماناً من كاتبة D.V. أنّ نجاحها نابعٌ من عكس ذاتها إلى الخارج وليس العكس.
جورجينا هاول Georgina Howell
(سنوات عملها: 1960-2000)
بدأت مسيرتها التحريريّة لمّا كان عمرها 18 عاماً، بعد أن نجحت في مسابقة المواهب لدى Vogue. أوّل تألّقٍ لها كان حين جاءت بشعار: “لا تشترِ شيئاً قبل أن تشترِ ﭭوغ”. سرعان ما جذبت اهتمام رئيسة تحرير المجلّة آنذاك بياتريكس ميلر Beatrix Miller فور استلام الأخيرة الدفّة عام 1964، والتي أوكلتها كتابة مواضيع، لتعيّنها لاحقاً محرّرة مواضيع وتأتمنها عام 1975 على جمع وتأريخ أرشيف الدار بنسختها البريطانيّة على مدى 60 سنة، في أوّل كتابٍ يحمل توقيع هذه الصحافيّة الأنيقة ذات النظرة الثاقبة والقلم الذي لا يخطئ. رفيقة النجوم وباحثة في عالم الموضة، تنقّلت هاول بين عدّة منشورات قبل أن تُطلِق كتابها الشهير Daughter of the Desert عام 2006، سيرة الباحثة والرحّالة غيرترود بيل.
جورجينا هاول – من أرشيف مجلّة Vogue.
جورجينا هاول.
كتاب Sixty Years of International Celebrities and Fashion from British Vogue من توقيع جورجينا هاول.
فيرجينيا بوب Virginia Pope
(سنوات عملها: 1933-1955)
عرّابة صحافة الموضة العصريّة، لمعت فيرجينيا بوب خلال عملها محرّرة أزياء لدى جريدة The New York Times الأميركيّة، بين العامين 1933 و1955، تزامناً مع استبدال الرسومات على المنشورات الصحفيّة بالصور الفوتوغرافيّة في عمق أبعادها وإشراقتها، فقلّت مساحة الكلمات… قبِلت بوب هذا التحدّي بقلمها الموضوعيّ، الذي نقل للمرّة الأولى عروض الخياطة الراقية الباريسيّة صورةً ونصّاً، فبات حدث هذه الفعاليّات في حوزة عامّة المجتمع، بعد أن كان محصوراً بنخبةٍ ضيّقة. وبات يُنظَر إلى الموضة بوجهها الصناعي وتتوجّه أنظار العالم إلى المصمّمين الأميركيّين.
فيرجينيا بوب تتنقّل بأناقةٍ من توقيعها.
أحد مقالات فيرجينيا بوب عام 1942.