بناء بابل2من اصل3

على فرضية احتواء اللغة على قدر كافٍ من المعلومات لوصف الاختلافات الفردية في الشخصية. ويعني هذا أن تكتلات
المترادفات المتواجدة في لغة تحليل العوامل يمكن أن تصف بصورة كافية أوجه التشابه والاختلاف بين الشخصيات ولا تزيد النظريات الأخرى عن كونها مجرد
أنماط تفاعلية لتكتلات المترادفات ويجب على أية نظرية عن الشخصية أن تضع تلك التكتلات في اعتبارها.
يلقي هذا الفصل الضوء على المعلومات المتعارف عليها حاليًّا حول كيفية اكتساب اللغة وتطويرها وقبل تقديم مكتشفات بعينها دعنا نلقِ نظرة سريعة على
الأبنية العضوية المسئولة عن اللغة. يقع أغلب العمل في منطقة بريسيلفيان في الفص الأيسر من المخ (انظر الملحق أ). والجزء الأمامي من هذه المنطقة ( منطقة
بروكا ) هو المسئول الرئيسي عن القواعد اللغوية والحديث والجزء الخلفي منها ( منطقة فرنيك ) مسئول عن الكلمات الصوتية والمعاني وهذه المنطقة تكون
مسئولة عن لغة الإشارة مثلما تكون مسئولة عن اللغة المنطوقة وحيث إن الفص الأيمن من المخ هو المسئول عن الأنشطة البصرية والحركية فقد يفترض المرء
بصورة منطقية (ولكن ليست صحيحة!) أن لغة الإشارة ترتبط بأنشطة الفص الأيمن من المخ ولكن كما يقول “ستيفن بينكر” (١٩٩٤ صفحة ٣٠٢): “اللغة سواء
جاءت من الأذن والفم أو العين واليدين تقع تحت سيطرة الفص الأيسر من المخ”.