بورانو بالألوان
2من اصل3
فالجسر الذي يربط بين الجهتين يذكرك تصميمه بجسر التنهدات الذي ربط بين غرف الاستجوابات والسجن في مدينة بالازودوكالي، ويقال إن المتهمين في طريقهم إلى السجن
كانوا يتنهدون بشدة وهو يلقون النظرة الأخيرة على منظر مدينة البندقية الجميلة، وفي نفس المشهد يمر الجندول الذي غنى له عبد الوهاب من شعر على محمود طه “وسرى الجندول في عرض القنال”، حتى يصل بك إلى البر، فتجد نفسك في باحة مبلطة بالحجر تقف في المنتصف بين البيوت الملونة والبحيرة، وتأخذك لمشاهدة لوحات فنية أرخها سكانها على واجهات المنازل، التي صممت على شكل مربع وقسمت إلى ثلاثة طوابق، يضم الطابق السفلي المطبخ والحمام وركن الإفطار، أما باقي الطوابق فتضم غرف النوم التي تعبر إليها شمس الجزيرة من خلال نوافذ ملونة ترفرف علها الستائر في لقطة سينمائية قديمة، وتقف أمامها ورود تقوم بدور اللمسة الأخيرة، وهي ليست بالأخيرة فعلا، حيث استخدموا الألوان ف كل شيء ليزينوا بها منازلهم، حتى “الغسيل” صنعوا منه فنا على الشباك بتدرج الألوان، ومن أشهر تلك المنازل “لا كاسا دي بيبي سوا”، حيث طلي بالعديد من الألوان برسومات هندسية، لذا كان من المتوقع أن يخرج من تلك المدينة فنانون أمثال “بالداساريجاليوبي”، “ريميجيوباربارو”، و”بينو دوناجيو”.
ومن جهة أخرى يقابلك ميدان يحمل اسم الملحن الإيطالي الشهير بالداسارغالوبي المؤدى إلى أوبرا “جيانباتيستاتيبولو” ويقع به مبني البلدية المصمم من حجر استريا والذي يجلس أمامه تمثال الملحن بالداسارغ
فقره2الوبي لنحات مدينة بورانوريميجيوباربارو، بالإضافة إلى السوق الذي يقام كل أربعاء
خاصة سوق السمك، وفي الشوارع الصغيرة تستقبلك أعمدة رومانية تحمل بصمات الماشي حيث تأسست بورانو على يد الرومان الذين فروا من مدينة ألتينو أثناء الغزوات البربرية، وجاءت التسمية من “بورتا بوريانا” الباب الشمالي للمدينة وهناك أيضا قصتان لتسمية المدينة إحداهما تروى أنها تأسست من قبل عائلة بيريانا والأخرى بسبب أن السكان الأوائل لبورانو جاءوا من جزيرة صغيرة تدعي بيرانيلوا.