بيت الفاروق
3من اصل3
أضاف عمر الفاروق جناحين للنوم وحماماتها الملحقة بها عبر ممرين على يمين ويسار القاعة. كما أضاف غرفة سفرة ومطبخ ملاصق لها. هذه الإضافات تعبير عن احتياجات أسرة عمر الفاروق التي تعيش حياة عصرية فيها فواصل بين الغرف وتخصيص للأماكن حس
ب الاستخدام.
هذا ما كان عن معمار البيت باستعاراته المعنوية ورموزه الوجدانية الروحانية. أما داخل البيت، فكان من تصميم وإبداع صاحبه عمر الفاروق، وهوايته منذ شبابه اقتناء العاديات والتحف الفنية الإسلامية.
أحد الإيوانات وجه مدفأة وفاترينة زجاجية تضم التحف المنتقاة.
ومع شرائه لقطع عديدة ومتنوعة، تعلم أين المكان الذي توضع فيه، ومن ثم تعلم كيف يتكوّن المعمار الداخلي. على سبيل المثال، أدرك أن الصفّة (عبارة عن بوفيه) ذات العقود الثلاثة الرخامية مكانها يجاور منطقة الأكل، إذ يوع عليها الفاكهة والحلويات. غير أنه وضعها في مدخل البيت فأصبحت بلغة الديكور «كونصول». ولم يكتف عمر الفاروق بتوظيف الأشياء كما يحلو له بل أخذ يمزج الطرز على نحو متناسق للغاية. فالأرضية من الرخام المحلى يجاوره آخر من أنقاض بيوت القاهرة المعزية، والفسقية من الطراز المغولي من القرن السابع عشر وهو طراز تزاوج مع المملوكي في اتساق بالغ، بينما فوق المدفأة لوحة من الخزف الإيزنيكي.
يفتخر عمر الفاروق ببناء القبة الرئيسية من حجر قارون وهو أكثر الأحجار صلابة بعد الجرانيت. فمن المعتاد أن تصنع القبة بطوب أحمر أخف وأكثر مرونة. لكن المعماري أراد أن يستخدم نفس الحجر في بناء كل من الجدران والقبة. في الواقع، كانت عملية فيها مجازفة لأن حتى المتخصصين لم يفلحوا في العثور على القياسات المطلوبة لبناء تلك القبة فأخذ الفاروق عن طريق الخطأ والصواب التنفيذي في «تسلق المغامرة»، نتج عنه قبة تناطح الزمن. كما يفتخر بنجاحه في تشكيل قبب البيت على نحو جعل كل قبة مختلفة تماما عن الأخرى. ويعبر عن سعادته بوجود المعلم عاشور الذي قام بنحت الحجر لتصميم مقرنصات قبة المدخل. «إنه آخر الحرفيين المهرة الذين يشكلون المقرنصات الحجرية يدويا. يعتبر المعلم عاشور كنزا قوميا».