بيت هدى

بيت هدى

بيت هدى
بيت هدى

تصوير: هشام لبيب

في نهاية مدق ضيق غير ممهد، يؤدي إلى مجموعة من الحقول بوادي الريان بقرية تونس، تظهر مجموعة من البيوت المتلاصقة التي تعود لمجموعة من أساتذة الجامعة الأمريكية ممن قرروا الهرب من صخب القاهر، من بين تلك البيوت، منزل الفنانة التشكيلية هدى لطفي، أستاذة الحضارة الإسلامية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، التي قررت السكن في بقعة يشبهها الكثيرون بالجنة.

خلف بوابة خشبية قديمة مشغولة بصنعة الماضي، يقبع بيت هدى لطفي، الذي قررت بناءه بعد عودتهامن كندا بعد إتمام دراسة الدكتوراة، وزيارة أسرة سويسرية تعيش بالمدينة، وهي أسرة السيدة إيفلين التي كان لها الفضل في اكتشاف المنطقة، وبعدها أصرت هدى لطفي أن يكون لها بيت هناك. اشترت الفنانة التشكيلية الأرض التي بنت عليها المنزل عام 1991، وقررت بناء حجرات النوم بالطوب النيئ العازل للحرارة بعيدًا عن منطقة الضيافة، وجعلت أعلى البهو شخشيخة تمرر الهواء، فتجعله رطبًا.

جمعت أستاذة الجامعة الأمريكية الكثير من البرامق الخشبية والنوافذ القديمة والمشربيات من تجار الهدد والأنقاض بقرية تونس، فكانت أسواق الخردة منبعًا لتفاصيل البيت المعمارية، وحاولت أن تدمج تلك العناصر التي القديمة التي اشترتها داخل البيت وتضعها في أمكنتها الطبيعية، كما كان أصحابها القدامى يستخدمونها.

جمعت هدى لطفي في عمارة المكان بين القوة والبساطة، وقد استخدمت الطبلية والمصاطب، والجريد والطين والكليم البدوي والفخار في أرجاء المكان على طريقتها الخاصة، لبناء بيت بسيط ذي مزايا جمالية متعددة، في تلك البقعة التي أصبحت مكانًا يجذب إليه الراغبين عن الصفاء والهدوء.

 

m2pack.biz