تأثري السياق على الاسترجاع والتعرف
1 من أصل 2
يمكن أن يكون الاسترجاع عرضة بعض الشيء لتأثيرات السياق، ولكن عادةً ما يكون التعرف أقل عرضة. ظهر هذا – مثلاً – لدى الغواصين الذين طلب منهم تذكر المعلومات تحت الماء أو على اليابسة، ثم تم اختبار ذاكرتهم، سواء في نفس المكان أو في مكان مختلف.
في دراستين شهيرتين، طلب جودين وبادلي من الغواصين تذكر المعلومات سواء على اليابسة أو تحت الماء، ثم خضع الغواصون للاختبار سواء (١) في نفس السياق أو (٢) في سياق مختلف.
أثبتت هاتان الدراستان أن ذاكرة الاسترجاع لدى الغواصين كانت متأثرة بشكل قوي بما إذا كان السياق الذي شفروا فيه المعلومات هو نفس السياق الذي كانوا فيه خلال اختبار الذاكرة أم لا. لهذا تذكر الغواصون معلومات أكثر عندما طلب منهم التعلم تحت الماء ثم خضعوا للاختبار تحت الماء، أو عندما طلب منهم التعلم على اليابسة وخضعوا للاختبار على اليابسة. ولكن حني اختلف سياق التعلم والاختبار – تحت الماء ثم على اليابسة، أو على اليابسة ثم تحت الماء – عندئذ تراجع مستوى أداء الذاكرة لدى الغواصين بوضوح. خلاصة الأمر أن الغواصين واجهوا صعوبة في الاسترجاع عندما اضطروا إلى تذكر المعلومات في مكان مختلف، وليس عندما تذكروا المعلومات في نفس المكان الذي تعلموا فيه.
إلا أن هذا كان جلياً فقط في حالة الاسترجاع، وليس في حالة ذاكرة التعرف. لذا يبدو كأن التلميحات المقدمة بالتواجد في نفس السياق عند التعلم والاختبار ضرورية للاسترجاع الفعال، ولكنها أقل تأثيراً في التعرف.