تأثير البيئة في الزمر الاجتماعية
1من اصل2
تؤثر البيئة الاجتماعية في آرائنا وسيرنا تأثيرا شديدا، فهي تولد فينا أدلة غير شعورية تقودنا من حيث لا ندري، ويتألف من كتب أحد الأدوار وجرائده ومناقشاته وحوادثه وسط هو مع خفائه يعين وجهة سيرنا، وفي هذا الوسط بذور لمبادئ فنية، أو أدبية، أو علمية، أو فلسفية، يكسوها أولو العبقرية أحيانا شكلاساطعا زاهرا.وما في البيئة من آراء متين، حتى إن الرجل الذي يغير بيئته يضطر إلى الإذعان لآراء بيئته الجديدة، ولهذا السبب يسهل على اشتراكي فوضوي أن يصبح محافظا عندما يقبض على ناصية الحكم، فكل يعلم كيف استطاع (نابليون) أن يحول بسهولة غيلان العهد الذين لم يتسع لهم المجال ليتمادوا في فصل الرقاب إلى دوكات وحجاب وبارونات.تأثير البيئة الاجتماعية عام، وأما الزمرة التي ننتسب إليها فهي التي تؤثر تأثيرا خاصا، وما في المرء من معتقدات أو آراء شخصية مصدرها اختباراته وتأملاته فقليل إلى الغاية، فأكثر الناس لهم رأي زمرتهم؛ أي طائفتهم، أو طبقتهم وأهل مذهبهم،
أوحزبهم، أو أرباب مهنتهم. إذن فلكل طبقة من طبقات الشعب – عمالا كانوا، أم قضاة، أم ساسة – آراء خاصة، وهذه الآراء هي مقياس لما يأتي به أفراد تلك الطبقة من الأحكام، فالأمور في نظر هؤلاء الأفراد تكون صوابا أو خطأ حسبما تكون ملائمة أو غير ملائمة لآراء الزمرة التي ينتمون إليها، وإذا قبل أحد رأي زمرته فبلا جدال،