تأسيس المشفى العام بباريس

فقره5
فقره5

 

5من اصل5

 

 

كان قد جرى بالفعل تجميع عدد كبير من هياكل الأسِرَّة، وأفرِشة القش والحشايا. ووُزِّعَت هذه الأغراض على المباني الكبيرة المتنوعة التي كان بعضها قائمًا بالفعل والبعض الآخر جرى إنشاؤه. بلغ عدد الفقراء نحو أربعمائة أو خمسمائة فقير. وقد وُضعت أوانٍ كبيرة في المطابخ؛ مما يدل على أنه لم تكن هناك رغبة في أن يعانوا من سوء التغذية. إنها أجمل منشأة يمكن أن يراها المرء في حياته.” بعد سالبيتريير، يتطرق مسافرونا الهولنديون إلى الحديث عن بيسَتْر على النحو التالي: “هذه المؤسسة عبارة عن دار تقع على بعد حوالي أربعة كيلومترات من ضاحية سان مارسو. هذا المنزل كبير للغاية، ومحاط بأربعة جدران عالية يحرسها جنود تم تعيينهم في مواقعهم لمراقبة كافة أشكال الفوضى والاضطرابات التي قد تحدث.”2

أصدر برلمان باريس، فور تجهيز الأماكن، قرارًا يُلزم جميع المتسولين، أيٍّا كانت أعمارهم، الأصحاء والعاجزين على حد سواء، بالذهاب إلى ساحة لا بيتييه في الفترة ما بين ٧ و ١٣ مايو ١٦٥٧ ؛ وذلك “حتى يقوم المديرون بإرسالهم إلى الدور التابعة للمشفى العام المذكور وتوزيعهم عليها؛ حيث سيتم إيواؤهم، وإطعامهم، ورعايتهم، وتعليمهم، وتشغيلهم بالورش و المصانع والقطاعات الخدمية التابعة للمشفى العام المذكور.” وهكذا يمكن اعتبار هذا القرار عينه بمنزلة تجديد لحظر التسول في شوارع باريس اعتبارًا من ذاك التاريخ. وقد ألُقيت عظة رسمية يوم الأحد الموافق ٦ مايو في جميع الكنائس الرعوية بباريس، وأرُسِل مضمونها على هيئة نشرة إلى جميع القساوسة والوعَّاظ. باختصار، نحن أمام سيناريو ١٦١٢ الذي يتكرر من جديد، ولكن النتيجة هذه المرة ملموسة وجديرة بالتقدير: فقد جرى احتجاز ما بين ٤٠٠٠ و ٥٠٠٠ متسول في المشفى العام خلال الشهور التالية، وكل ذلك “من دون ذرة انفعال”. وعبَّر الناس عن افتتانهم بمثل هذا الإجراء قائلين: “إنها لمعجزة أن نرى باريس خالية من المتسولين بعد أن كانت تعج بهم فيما مضى.” “تغير وجه باريس في ذلك اليوم، انسحب الجزء الأكبر من المتسولين إلى الأقاليم،

m2pack.biz