تاريخ آسفي

تاريخ آسفي

تاريخ آسفي

كانت مدينة آسفي ميناءً ترسو فيه السّفن الأوروبية الراغبة بعقد المعاهدات الدولية مع مراكش، كما كانت تحظى منذ القديم باهتمام القناصل، والسفراء، ورجالات السلك الدبلوماسي الذين فضّلوا الإقامة فيها، كممثّل الملك الفرنسي هنري الثّالث، وجعل منها المرابطون مقرّاً لتجميع الذهب من أفريقيا، ونقله إلى الأندلس؛ لاستخدامه في صكّ القطع النقدية، وفي عهد البرتغاليين، أصبحت أهمّ موانئ تصدير الحبوب، والصوف، والسكر الذي تمتّع بسمعة طيبة لدى الإنجليز، وكذلك ملح البارود، الذي كان يدخل في تصنيع الأسلحة الحربيّة البريطانية.
دخلها القائد العربيُّ عقبة بن نافع الذي أوكل لشاكر صديقه نشر التعاليم الإسلامية، وتعليم البربر أصول اللغة العربية، وله اليوم رباط فيها يعرف باسم سيدي شيكر، بالإضافة إلى العديد من الرباطات التي تعود إلى الأولياء الصالحين، كرباط الشيخ أبي محمد صالح، والذي كان مقصداً لأهل العلم، بالإضافة إلى مكانته الدينيّة، ولأنّ تاريخ المدينة حافلٌ ببطولات أهلها، ومقاومتهم للمستعمر البرتغاليّ، ومن بعده الفرنسي، تشكلت فيها العديد من حركات التحرّر والمقاومة المسلّحة؛ كأسود التّحرير، ومنظمة المقاومة السريّة، كما تنتشر على جنباتها أضرحة شهداء الاستقلال، كالفقيه عبد السّلام المستاري، ومحمد بلخضير.

m2pack.biz