تاريخ أنقرة
يعود تاريخ مدينة أنقرة إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث تشير الدلائل إلى أنّ أوّل مستوطنة قامت في المدينة تعود إلى العصر الحجري، كما قامت فيها مدينة فريجيا المزدهرة في نهاية الألف الثانية قبل الميلاد. خلال عام 333 قبل الميلاد احتلّ الإسكندر المقدوني العظيم المدينة، وفي القرن الثالث قبل الميلاد كانت المدينة عاصمةً لقبيلة من الغلاطية تُسمى التيكتوساج، وفي عام 25 قبل الميلاد أصبحت أنقرة جزءاً من المملكة الرومانية تحت حكم الإمبراطور أغسطس، ثم أصبحت جزءاً من الدولة البيزنطية، وخلال تلك الفترة تعرّضت المدينة لهجمات من قِبَل الفرس والعرب.[10]
في عام 1073م، وقعت أنقرة تحت حكم السلاجقة الأتراك، ولكن سرعان ما وقعت مُجدّداً تحت الحكم البيزنطي بقيادة الدوق ريمون تولوز في عام 1101م، ولكنّهم لم يستطيعوا المحافظة على المدينة تحت إمرتهم، وعادت أنقرة لتُشكّل نقطة خلاف بين السلاجقة الأتراك ومنافسيهم حتى عام 1143م، وبعد ذلك قام الخلاف فيما بين الأمراء السلاجقة حول حُكم المدينة، ولكن بعد تأسيس الدولة السلجوقية سقطت أنقرة، وبعد قيام الدولة العثمانية احتلّ السلطان أورخان المدينة في عام 1354م، وأصبحت المدينة جزءاً من الدولة العثمانية في عام 1360م، أمّا خلال الحملة الأناضولية، تعرضت أنقرة للمحاصرة التي نفّذها القائد تيمورلنك.[10]
في عام 1403م، وقعت المدينة مرّةً أُخرى تحت الحكم العثماني، وهي الفترة التي اكتسبت فيها المدينة أهميّةً كمركز تجاري رئيسي؛ وذلك بسبب وقوعها على طريق القوافل المُتجهة إلى الشرق. في التاريخ الحديث، لعبت أنقرة دوراً مهماً؛ حيث اتّخذ القائد التركي الوطني مصطفى كمال أتاتورك من أنقرة مركزاً لحركة المقاومة خلال الفترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، حيث عملت هذه الحركة على الوقوف ضد سياسات الحكومة والسلطان العثماني وقوات الاجتياح اليونانيّة، وأسّس أتاتورك مقراً له في المدينة في عام 1919م، وفي عام 1923م، اختيرت أنقرة لتكون عاصمة الدولة التركية الحديثة.[10]