تاريخ علاقة الإنسان بالخَيْل
يعتقدُ العلماء أن أوَّل اتّصالٍ بين البشر والأحصنة البريّة لم يكُن في استئناسها أو الاستفادةِ منها لركُوبها، بل كانوا يصطادونها سعياً للحُصول على لحومها. وقد بدأ البشرُ بتربية الخيول واستعمالها في نقل أشيائهم قبل 6,000 عامٍ تقريباً، ولعلَّ ذلك حدثَ لأوّل مرّة في المناطق الجبليّة الواقعة بين بحر قزوين والبحر الأسود، ومُنذ ذلك الحَين بدأ الحصان البريّ بالتعرُّض للكثير من المُؤثّرات التي فرضتها عليه بيئة الحياة مع الإنسان، والتي تسبَّبتْ بتغيُّراتٍ جوهريّة في مظهره وقُدراته أدَّت إلى تحوّله للحصان الحديث، ومن أهمّ هذه المؤثرات تغيّر المناخ، والطّعام المُقدّم إليه، والاستعمالات التي فرضها الإنسانُ على هذه الحيوانات التي أدّت إلى اختلاف نمط حياتها عمَّا كان عليه في البريّة.[٤]
وقد تطوّرت علاقةُ الإنسان بالحصان على مرّ الزّمن لتُصبح فريدة جداً من نوعِها، فهو بمثابة صديقٍ رافقَ البشر على مرّ آلاف السّنين، وكانت للأحصنة أهميّة شديدةٌ بحرثِ المزارع والحُقول في العصور القديمة، وكذلك في إيصال الرُكّاب والمُسافرين إلى وجهاتهم، وومُساعدة الرُّعاة على مُلاحقة حيواناتهم وماشيتهم، أو الصيّادين على اقتفاء أثر الحيوانات البريّة التي يسعُون لصيدها، بل وقدَّمت الأحصنة التّرفيه للإنسان من خِلال سباقات الخيل والعربات ومُبارزات الفروسيّة وغيرها من المُنافسات التي اعتمدت على مهارات التَّخْيِيل، بحيث أنَّ لقبَ “الفارس” أو “الفُرُوسيَّة” صارَ مُرتبطاً في العديد من الثّقافات بالشَّرَف والنّفوذ والاحترام والأخلاق الحَميدة.[٤]