تاريخ وعد بلفور…
وعد بلفور لقد تم وعد بلفور المشؤوم في الثاني من تشرين الثاني من عام 1917م، وأصبح هذا التاريخ من كل عامٍ يذكِّر الفلسطسنيين ببداية الوجود الصهيوني على أرضهم، ويطلِق الفلسطينيون على هذا الوعد بـ”وعد من لا يملك لمن لا يستحق
أسباب وعد بلفور لقد كان اليهود متفرقين في جميع أنحاء العالم، لا يوجد بلد يضمهم ويشملهم؛ لأنهم عبارة عن أقلياتٍ نشأت وتزايد عددهم مع الأيام، وكانت توجد فئةٌ في أوروبا والدول الغربيّة. إبان الحرب العالمية الأولى كانت بريطانيا تعاني من مشكلةِ توافر مادة الأسيتون الذي تستخدم في تصنيع الذخيرة، حيث إنَّها كانت تُستخرج من الخشب ولم تكن الأخشاب الموجودة في بريطانيا كافيةً، فتعرَّف رئيس لجنة الذخائر في ذلك الوقت لويد جورج على عالِمٍ كيميائيٍّ يهوديٍّ وهو وايزمان الذي وضع كل معرفته وخبرته بتصرّف الجيش البريطاني، فاستطاع أن يستخرج مادة الأسيتون من مصادِر غير الخشب مثل الذرة والحبوب وغيرها مما حلَّ مشكلةً خطيرةً لبريطانيا في الحرب. أرادت بريطانيا أن تكافىء الدكتور وايزمان، إلّا أنّه رفض كل المكافئات التي قُدِّمت له، وطلب شيئاً يتعلّق بتحقيق الوطن القومي اليهودي لأنه منذ البداية عندما ساعد بريطانيا في الحرب، كان مقتنعاً أنَّ أمل الصهيونيّة مرتبطٌ بفوز الدول الحلفاء في الحرب. عندما تولى لويد جورج رئاسة الوزراء في بريطانيا خاطب آرثر جيمس بلفور برغبته بجمع شتات اليهود من دول العالَم، وتم إصدار وعد بلفور في الثاني من نوفمبر من عام 1917م، وجاء على شكل نصٍ صريحٍ من بلفور وزير الخارجيّة في الحكومة البريطانيّة إلى أحد زعماء الحركة الصهيونيّة اللورد روتشيلد، وبعد إطلاق نص الوعد سارعت فرنسا وإيطاليا بالتصديق عليه رسمياً عام 1918م، ثم صادقت عليه الولايات المتحدة الأمريكيّة عام 1919م، ثم صادقت اليابان عليه عام 1920م. بعدها اتفق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سان ريمو على انتداب بريطانيا على فلسطين، حيث قدَّمت بريطانيا جميع التسهيلات التي تمكِّن الشعب اليهودي من إقامة دولته الصهيونيّة وممارسة شعائره الدينيّة في فلسطين
ويختلف المؤرخون في سبب إعطاء بريطانيا هذا الوعد لليهود فمنهم من يرى بأنّ بريطانيا تعاطفت فعلًا مع اليهود بسبب ما تعرّضوا له من اضطهادات وتهميش وهذا الرّأي ضعيف بسبب البراغماتية التي كانت تحكم سياسات الدّول في ذلك الوقت، ومنهم من يُرجع بدوره سبب هذا الوعد إلى سعي بريطانيا للتّخلص من اليهود وخاصّةً بعد الهجرات المتتالية التي شهدتها بريطانيا للجاليات اليهوديّة التي وجدت عداوة لها في بعض الدول كألمانيا، ويعود ذلك بسبب أنّ اليهود كانوا يتّصفون بصفات انعزاليّة عن المجتمع إلى جانب تفكيرهم المبني على الجشع والطّمع في ثروات البلاد التي يقيمون فيها،