تجربة لوفتس وبالمرو الذكريات الكاذبة
أجرت لوفتس بالتعاون مع العالم النفسي جون بالمر تجربتين لمعرفة تأثير محاولة استدعاء الذكريات وطريقتها على تغيير الذكريات باستخدام بعض التغييرات الطفيفة في طريقة السؤال فقط!
في التجربة الأولى قام لوفتس وميلر في تكوين عدة مجموعات من الأشخاص وعرض شريط حادث تصادم سيارة أمامهم. وكل شريط مدته تتراوح بين 3 إلى 5 ثوان. بعد الانتهاء من مشاهدة الشرائط، قام الباحثان بسؤال المشاركين وصف الحادث الذي رأوه أمامهم، ولكنهم استخدموا طرق مختلفة لعرض نفس السؤال، فالسؤال كان عبارة عن (ماذا تظن السرعة التي كانت تسير بها السيارتيتن عندما حدث الاصطدام/الارتطام/الاحتطام)؟ كل كلمة من الكلمات الأخيرة تترك وقعا مختلفا في نفس السامع، فالاصطدام أخف من الارتطام الذي هو أخف من الاحتطام. وكانت نتيجة تغير تلك الكلمة الواحدة على المجموعات المختلفة هي مذهلة بحق. فقد كانت السرعة المقدرة لنفس شريط الفيديو ونفس الحادث الذي شاهدته هذه المجموعات، مختلفة باختلاف الكلمة المستخدمة أمامهم! فالذين سئلوا بصيغة الاصطدام قدروا الحادث بسرعة أقل من هؤلاء الذين سئلوا بصيغة الارتطام، وأيضا أقل بكثير من هؤلاء الذين سئلوا بصيغة الاحتطام! إذا، فقد كانت الطريقة التي سئل بها الأشخاص لاستعادة ذاكرة محددة كانت سببا في استخراج ذكرى غير مطابقة للحقيقة!
التجربة الثانية
تلك التجربة كانت مشابهة تماما للتجربة السابقة، لكن الأسئلة هذه المرة كانت مختلفة. فالأسئلة كانت تتعلق حول أشياء شاهدوها في موقع الحادث. كانت مجموعة من المشاركين يتم سؤالها إذا ما شاهدت أو لم تشاهد زجاجا متطايرا نتيجة الحادث؟ بينما مجموعة أخرى تم سؤالها عن حدة تحطم الزجاج وشدة تناثره أثناء الحادث؟ المجموعة الأولى كان بإمكان الإجابات أن تختلف بينهم حول وجود زجاج محطم من عدمه. بينما المجموعة الثانية أجمعت على وجود زجاج محطم واختلفت على شدة تناثره! بل كل مجموعة كانت تختار شدة التناثر وفقا للفعل المستخدم في طرح السؤال! أيمكنهم تخيل الأشياء شديدة البساطة التي تتلاعب في تكوين واستخراج الذكريات بداخلكم!
التجربة الثالثة
ربما كانت التجربة السابقة تتلاعب بالعقول لأن كلمة بأكملها تم تغييرها وهذا كان سببا في لغبطة المشاركين. هذه التجربة الثالثة التي قام بها لوفتس، بالمر و وعالم ثالث يدعى بيرنز، كانت تستكشف تأثير تغير حرف واحد في طريقة استعادة الذكرى السابقة! أيمكنكم تصديق ذلك؟! حرف واحد سيقوم بتغيير ذاكرتكم وزرع أشياء مختلفة فيها! هذا الحرف كان “ال” التعريفية. في تلك التجربة تم إعطاء المشاركين صورا مختلفة لطريق وقطع سيارات متناثرة، ثم قاموا بسؤال مجموعة منهم إذا ما شاهدوا علامة توقف على الطريق؟ بينما سألوا المجموعة الأخرى إذا ما شاهدوا علامة “التوقف” على الطريق؟. لست بحاجة إلى أن أخبركم نتائج التجربة الآن. فأنتم أقدر مني على استنباط النتائج بعد التجربتين السابقين. ولكن ألا يثير موضوع الذكريات الكاذبة هذه بعض الخوف في مخيلتكم؟ ربما ليس الآن. ربما تظنون أن الأمر يقتصر فقط على عدة تفاصيل صغيرة كلون معطف أو علامة توقف أو زجاج متناثر. ولكن ماذا إذا أخبرتكم أن ذاكرتهم بإمكانها اختلاق مشاهد كاملة؟! لا لا أعتذر منكم عن هذا الخطأ. مشاعركم بإمكانها خلق سنوات كاملة من الذكريات! هل تشعرون بالرعب الآن؟ تضحك ضحكة شيطانية مخيفة.