تحسن معنويات منطقة اليورو رغم توقعات «التدهور»
قالت المفوضية الأوروبية أمس “إن المعنويات الاقتصادية لمنطقة اليورو تحسنت في تموز (يوليو) على عكس توقعات السوق بحدوث تدهور، لكن المعنويات الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي الأوسع نطاقا الذي يضم 28 دولة أوروبية تراجعت بسبب تصويت بريطانيا لمصلحة الخروج من الاتحاد”.
وبحسب “رويترز”، فقد صعد مؤشر المعنويات الاقتصادية للمفوضية في 19 دولة عضو في منطقة اليورو إلى 104.6 في الشهر الجاري من 104.4 في حزيران (يونيو) على عكس توقعات السوق بانخفاضه إلى 103.7.
وسجل مؤشر مناخ الأعمال ارتفاعا حادا إلى 0.39 من 0.22 على عكس التوقعات بتراجعه إلى 0.17، لكن المعنويات تراجعت في الاتحاد الأوروبي الذي يشمل دولا غير أعضاء في منطقة اليورو مثل بريطانيا، ما يعكس الانحسار الشديد للتفاؤل في أعقاب استفتاء الثالث والعشرين من حزيران (يونيو) الذي صوت البريطانيون فيه لمصلحة الانفصال عن الاتحاد.
وأفادت المفوضية بأن انخفاض المؤشر الرئيسي للاتحاد الأوروبي “-0.9” يرجع إلى التدهور الملحوظ في المعنويات في أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي خارج منطقة اليورو المملكة المتحدة “-4.4″، وفي منطقة اليورو تحسنت المعنويات في قطاعات الصناعة والخدمات والتجزئة والتجارة والبناء، وفي الاتحاد الأوروبي الأوسع نطاقا شهدت جميع القطاعات تراجعا في المعنويات باستثناء قطاع البناء.
وأظهر مسح نمو أنشطة الأعمال في منطقة اليورو هذا الشهر بأبطأ وتيرة منذ بداية 2015 مع تسجيل أداء أقوى في ألمانيا وفرنسا أكبر اقتصادين في المنطقة بما بدد أثر التراجع الذي سجلته الدول الأصغر.
وبينما لم تكن نتيجة المسح ضعيفة كما كان متوقعا في استطلاع للرأي فإن التراجع القليل في الزخم قد يكون مصدر قلق لواضعي السياسات في البنك المركزي الأوروبي الذين يحاولون تحقيق نمو أسرع.
وانخفضت القراءة الأولية لمؤشر ماركت المجمع لمديري المشتريات – الذي ينظر إليه على أنه مؤشر جيد للنمو – إلى 52.9 مقارنة ب 53.1 في حزيران (يونيو) مسجلا أضعف قراءة منذ كانون الثاني (يناير) 2015.
غير أن استطلاعا للرأي كان قد توقع انخفاضا بوتيرة أكبر إلى 52.5، وتشير القراءة فوق الخمسين إلى النمو، وسجل مؤشر مديري المشتريات الذي يغطي قطاع الخدمات المهيمن على اقتصاد منطقة اليورو قراءة أفضل من المتوقعة حيث انخفض إلى 52.7 من 52.8 مقارنة بتوقعات بهبوطه إلى 52.3 ليظل عند أدنى مستوى في 18 شهرا.
وسجل مؤشر مديري المشتريات الخاص بالمصانع هبوطا أكبر حيث بلغت قراءته 51.9 مقارنة ب 52.8 في الشهر الماضى وهي قراءة تقترب من التوقعات بتسجيل 52.0، كما انخفض مؤشر يقيس الإنتاج ويصب في مؤشر مديري المشتريات المجمع إلى 53.6 من 53.9.
وكان ماريو دارجي رئيس البنك المركزي الأوروبي قد قال “إن اقتصاد منطقة اليورو يواجه غموضا كبيرا”، مضيفا أن “الرسالة في منطقة اليورو هي أن الانتعاش مستمر لكن بوتيرة أبطأ في ظل غموض كبير من أجزاء مختلفة من العالم”، ومن الصعب التكهن بتأثير أحداث تركيا في اقتصاد منطقة اليورو في المستقبل القريب، واعتبر دراجي أن مقاومة أسواق المال في منطقة اليورو لنتائج الاستفتاء البريطاني “مشجعة”، وأن أسواق المال في منطقة اليورو تجاوزت موجة التشكيك والتقلبات بمقاومة مشجعة. وأبقى البنك المركزي الأوروبي على معدلات الفائدة الأساسية بلا تغيير كما كان متوقعا، عند صفر في المائة وهو أدنى مستوى تاريخي حدده في آذار (مارس) 2016، كما أعلن ناطق باسم البنك، ولم يغير مجلس حكام المؤسسة التي تتخذ من فرانكفورت مقرا، معدل فائدة الإقراض الهامشي الذي خفض إلى 0.25 في المائة في آذار (مارس)، ولا فائدة الودائع التي حددت بناقص 0.40 في المائة في حزيران (يونيو) 2014.