تحسين الأداء والعناية بالتطوير الذاتي 1من اصل3
أحس دركر أن من لزوميات المدير التنفيذي أن يصبح على دراية تامة ببحر التغيير بدءاً من صنع الأشياء وفعلها وانتهاء بتناول المفاهيم والأفكار إذا كانت لها ثمة علاقة إدارة المسؤولية بالنتائج ، ومن المناهج المقترحة لمواجهة هذا التحدي الذي تفرضه المعلومات المتزايدة باضطراد هو الإدارة التقاسمية ، حيث يقوم المدراء التنفيذيون بموجب هذا الاقتراح الديموقراطي من أجل استقلالية الأفراد الذاتية بمتابعة جداول أعمالهم ويتجاهلون حقيقة محدودية التوصيفات الوظيفية والمناصب المبينة في الهيكل التنظيمي . غير أن مقترح درگر هو وجوب تعديل هذا الهيكل بشكل كبير مع المحافظة عليه ، ورأى أيضاً أن المشاركة التقاسمية هي أحد أشكال الإدارة الفوضوية التي تؤدي إلى فقدان الإدارة في المؤسسة .
كذلك فإن درگر شعر بضرورة استبقاء الهيكل التنظيمي لسببين اثنين ، أولهما أن حتمية الحالات الطارئة في كل مؤسسة تعني وجوب اتخاذ قرارات حاسمة في أوقات الخطر ، فقد اعتبر درگر كما ذكرنا أن اتخاذ قرار خاطئ أفضل من عدم اتخاذ أي قرار . ولسوف تسود حالة من فقدان السيطرة إذا لم يكن يتربع على القمة شخص موثوق به . وثانيهما وجود سمة راسخة في جميع الوظائف هي أن كل شخص سيتعرض للمشاكل عاجلاً أم آجلاً ، وفي تلك الحالة يطلب هذا الشخص المعونة ممن هو أعلى منه لكي يتجاوز تلك الصعوبة .
عقد درگر مقارنة تمثيلية تقابلية بين التشريح السكوني للهيكل العظمي ، الذي يمثل البنية التقليدية ، وبين التصميم البيولوجي للجهاز العصبي الذي يعكس صورة المؤسسة القائمة على المعلومات ، وذلك في سبيل توضیح مفهوم ثورة المعرفة والتحول من النموذج الميكانيكي إلى النموذج العضوي . لاحظ درگر بصورة خاصة أن الهيكل العظمي يمنع جريان المعلومات ، ولكن الجهاز البيولوجي يحسن من حركة المعلومات ذات النهاية المفتوحة .