تحليل قصة النمور في اليوم العاشر
زكريا تامر
كاتبٌ وصَحافِيّ سوري، ولدَ زكريا تامر عامَ 1931م في دِمشق، وتركَ مقاعد الدراسة ليعملَ حدَّادًا، وفي عام 1958م تركَ كلِّ ذلك ليبدأ حياتَه بالكتابة، فكتب القصة القصيرة والمقالة وقصص الأطفال، كان من المشاركين في تأسيس اتحاد كتّاب سوريا عام 1969م، وشغلَ منصبَ رئيس لجنة سيناريوهات الأفلام في القطاع الخاصّ في سوريا، يقيم في بريطانيا منذ عام 1981م، ومن أهمّ المجموعات القَصَصيّة التي كتبها: صهيل الجواد الأبيض، ربيع في الرماد، الرعد، لماذا سكت النهر، النمور في اليوم العاشر، قالت الوردة للسّنونو وغيرها، وفي هذا المقال تحليل قصة النمور في اليوم العاشر وذِكر بعض الاقتباسات منها. [١]
تحليل قصة النمور في اليوم العاشر
تعدُّ قصة النمور في اليوم العاشر من أشهر ما كتب القاصُّ والكاتب السوريّ زكريا تامر، وقد كتبَ محمد الماغوط على غلاف قصّة النمور في اليوم العاشر: “بدأ زكريا تامر حَدّادًا شَرِسًا في معمل، وعندما انطلق من حيِّ البحصة في دمشق بلفافته وسعاله المعهودَيْن ليصبح كاتبًا لم يتخلَّ عن مِهنته الأصليّة، لكن في وطنٍ من الفخار لم يترك فيه شيئًا قائمًا إلا حطَّمه، ولم يقف في وجهه شيءٌ سوى القبور والسّجون لأنَّها بحماية جيّدة”، حيثُ يَبني الكاتب القصّة على شخصيَّات رمزيّة يعّبر من خلالِها بكلّ جرأة وحريّة عن الهموم والمشاكل الاجتماعيّة والاقتصاديّة المختلفة، كما يتناول جميع الانكسارات المتعلّقة بالواقع السياسيّ الذي يحطم القيود التي كان من الممكن أن تقيِّد السلطان أو الحاكم نفسه وتحدُّ من سلطته وتبعثُ في نفسه الحذر من تجاوزاته التي يظلمُ بها الشعب وتُلحقُ به الموتَ والجوعَ والفقر.
وتتسمُ عبارات الكاتب زكريا تامر أنها غالبًا ما تكون منطلقة دون أدنى اكتراث ووفق تسلسل وأسلوب في السرد عذبٍ وبديع، حيثُ تمثِّل قصة النمورفي اليوم العاشر قصة الطاغية والشعب عندما يقوم الطاغية بترويض الشعب من خلال تجويعه وحرمانه من أدنى مستلزمات حياتِه، فيجعله مثل الحمار الذي ينهق حتى يأكل الحشائش محاولًا الطيران، ويفعل كل ما يُطلب منه، ويرمزُ النمر في القصة إلى الشعب، فهو الوحيد الذي لا يمكن أن يتمَّ ترويضه بشكل نهائيّ إنَّما يبقى مؤقّتًا، ومن أجل ذلك عندما يتمُّ تقديم الألعاب مع النمور في السيرك يكون هناك شخص يحملُ سلاحَه من أجل الحماية؛ لأنَّ النمر قد يعودُ إلى طبيعته في أي وقت، ولذلك انتهت القصة بعبارة لها دلالاتها ورمزيّتها، حيثُ قال: “في اليوم العاشر، اختفى المروض وتلاميذه والنمر والقفص، فصار النمر مواطنًا والقفص مدينة”. [٢]
اقتباسات من قصة النمور في اليوم العاشر
بعد تحليل قصة النمور في اليوم العاشر والإشارة إلى ما دلَّت عليه تلك القصة، سيُشار إلى بعض الاقتباسات منها، فقد حملت القصة في رمزيتها الكثيرَ من الدلالات عن هموم المجتمع ومشاكله، وفيما يأتي بعضُ الاقتباسات من القصة: [٣]
أتأمرُني وأنت سجيني؟، يا لك من نمرٍ مضحك! عليك أن تدرك أنّي الوحيدُ الذي يحقّ له هنا إصدارُ الأوامر.
الرأسُ المرفوع لا يشبع معدة جائعة.
عليك أن تعجبَ بكلِّ ما أقول وأن تصفق إعجابًا به.
إذا أردتُم حقًا أن تتعلّموا مِهنتي، مهنة الترويض، عليكم ألّا تنسوا في أيّ لحظة أنَّ معدة خصمكم هدفُكم الأوّل.
لن أكونَ عبدًا لأحد.