تدهور قطاع البناء يهدد النمو الاقتصادي في بريطانيا
سجل إنتاج قطاع البناء البريطاني هبوطا حادا في أيار (مايو) قبل إجراء الاستفتاء على عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي بما يشير إلى أن القطاع قد يؤثر سلبا في النمو الاقتصادي في الربع الثاني.
ووفقا ل “رويترز”، فقد ذكر معهد الإحصاءات الوطنية أن إنتاج قطاع البناء الذي يشكل 6 في المائة من الاقتصاد انخفض 2.1 في المائة في أيار (مايو) مقارنة مع نيسان (أبريل) حين زاد الإنتاج 2.8 في المائة، وكان خبراء اقتصاديون استطلعت آراؤهم توقعوا انخفاض الإنتاج 1 في المائة.
وتشكل البيانات بصفة عامة علامة جديدة على الصعوبات، التي واجهها قطاع البناء مع اقتراب استفتاء 23 حزيران (يونيو)، وقد أثار التصويت لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي مخاوف من الركود وحالة من الضبابية الشديدة، التي تكتنف مستقبل العلاقات التجارية البريطانية وهو ما دفع الجنيه الاسترليني للهبوط إلى أدنى مستوياته أمام الدولار منذ منتصف الثمانينيات.
وذكر معهد الإحصاءات الوطنية أن إنتاج قطاع البناء ينبغي أن ينمو بنسبة 1.9 في المائة في حزيران (يونيو) كي لا يضغط على النمو الاقتصادي في الربع الثاني وهو أمر يبدو مستبعدا، وفقا لما أظهرته مسوح القطاع الخاص.
وانخفض إنتاج قطاع البناء 1.9 في المائة، مقارنة بأيار (مايو) 2015، وكان خبراء اقتصاديون استطلعت آراؤهم توقعوا انخفاضا سنويا للإنتاج بنسبة 3.5 في المائة، وتباطأ نمو الاقتصاد البريطاني إلى 0.4 في المائة في الربع الأول، مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة بحسب التقديرات التي نشرت في الآونة الأخيرة، وأظهرت أن قطاع الخدمات الأكبر بكثير وإنفاق المستهلكين كانا المحركين الرئيسيين للنمو.
وقالت مؤسسة ماركت المالية إن قطاع البناء سجل أسوأ انكماش له في سبع سنوات في حزيران (يونيو) مع تنامي المخاوف المرتبطة بالاستفتاء البريطاني، وانخفض إنتاج قطاع بناء المنازل 3.2 في المائة في أيار (مايو) بعد تراجعه 0.1 في المائة في نيسان (أبريل) مسجلا أكبر هبوط منذ شباط (فبراير) 2014.
وأشارت بيانات منفصلة لمعهد الإحصاءات الوطنية إلى أن حجم السلع المصدرة انخفض 11 في المائة في أيار (مايو) وهو أكبر انخفاض شهري منذ تموز (يوليو) 2006، بينما تراجع حجم الواردات بأسرع وتيرة منذ آب (أغسطس) 2014.
وأظهر مؤشر تومسون رويترز- إبسوس أن ثقة المستهلكين البريطانيين انخفضت لأدنى مستوى لها منذ عام 2014 عقب التصويت لمصلحة الخروج من التكتل، حيث انخفضت أحدث قراءة لمؤشر معنويات المستهلكين الرئيسي إلى 49.4 في تموز (يوليو) من 51.2 في الشهر الماضي.
وكان مكتب “جي إف كاي” للأبحاث حول المستهلكين، قد أكد الأسبوع الماضي أن ثقة المستهلكين البريطانيين سجلت تراجعا حادا بشكل غير مسبوق منذ 21 عاما بعد قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وبحسب الدراسة التي أجريت بين 30 حزيران (يونيو) و5 تموز (يوليو) لتقصي معنويات البريطانيين بعد قرار بريكست، فإن انتصار مؤيدي البريكست في الاستفتاء، الذي جرى أواخر الشهر الماضي أدى إلى تراجع مؤشر الثقة بثماني نقاط وصولا إلى – تسع نقاط.