تراث المملكة غني بالمطرزات والحبكات مع د. رانية فاروق جميل خوقير
التقينا بمصمّمة أزياء تراثية وعالمية، وخبيرة تراث ورائدة أعمال في مجال تصميم الأزياء والحفاظ على التراث الملبسي د. رانية فاروق جميل خوقير وافادتنا ببعض المعلومات بما يخص تراث المملكة غنيّ بالمطرّزات والحبكات .
تقول: “تنقسم المملكة إلى خمس مناطق، وكلّ واحدة منها تتميّز بمطرّزات وحبكات تختلف عن الأخرى، والاختلاف موجود حتّى في القبيلة الواحدة. فتتميّز مثلاً المنطقة الغربية بالتطريز “المكثّف” الغزير، والتطريز التلي، وتطريز القصب بالذهب والفضّة. أمّا القبائل، فكانت تتميّز بالزخارف النباتية والهندسية، وبعضها بالزخارف الكتابية. وأكثر الغرز اليدويّة التي تميّزت في السعودية هي: غرزة السلسلة، غرزة النبات، غرزة الفرع، اللقطة، الحشو، رجل الغراب، البذرة.
ومن أشهر تقنيّات التطريز في المملكة: تطريز الخرز وخرز الفضّة والخرز الملوّن، والتطريز باللؤلؤ، والتطريز بأزرار الصدف، والتطريز بالعملات المعدنية”.
وتضيف قائلةً: “أمّا بالنسبة للنسيج، فقد اشتهر نسيج السدو، وهو عبارة عن تداخل خيوط اللحمة العرضية مع خيوط السدة الطولية، وله أنواع بحسب تشكيل نسجه، وهو أسلوب كان يُستخدم لنسج الخيم والمفارش للقطع التزينيّة في المنازل. والسيّدة البدوية هي التي كانت تصنعه؛ أمّا السيّدة الحضريّة، فتحبّ شغل التطريز والإبرة والكروشيه والآجور، وهو تنسيل الخيوط، أي تفريغها، بفكّ الخيوط العرضية وتطريزها. وهناك قماش اشتهرت به منطقة نجد، وهو القماش المتفت، وهو عبارة عن قطع أقمشة ملوّنة مركّبة بجانب بعضها البعض”.
أسباب تسمية تقنيّات التطريز والحبك
تتابع د. رانية، فتقول: “معظم مسمّيات الملابس والمطرّزات في السعوديّة تحمل اسم مظاهر البيئة التي كانت تحيطها وليس اسم المنطقة التي نشأت فيها، والسبب في ذلك يرجع إلى عدم وجود تقسيمات إدارية في ذلك الوقت. فمثلاً ثوب درفة الباب سمّي بهذا الاسم لأنّ شكل المطرّز الموجود في الثوب يشبه المطرّز الموجود على درفة الباب؛ كذلك الأمر بالنسبة إلى الثوب المكمّم، الذي سُمّي بهذا الاسم لأنّ التطريز مشغول فقط على الأكمام، وهكذا…”.
الحرفيّون موجودون ولكن…
تكمل د. رانية خوقير حديثها بقولها: “الحرفيّون موجودون، وقد بدأت الجهات المعنيّة تستقطبهم مرّةً أخرى في المهرجانات التاريخية، كسوق عكاظ والجنادريّة. لكنّ هذا وحده لا يكفي، لأنّ العاملين في الحرف التراثية اليدوية من الرجال والنساء هم كبارٌ جدّاً في السنّ، لذلك يجب الحفاظ على التراث عبر استثمارهم في المراكز التدريبيّة، كي تكون هناك صلة وصل مع الجيل الجديد”.
عنوان فرغي
تقول الحرفيّة سعدة من مركز سليسلة: “لا أعمل لكي أكسب المال فقط، بل أيضاً لكي تبقى حرفتي مستمرّة”.
تواصل بين دور الحرف التقليديّة ومصمّمي الأزياء
وعن تواصل دور الحرف التقليدية مع مصمّمي الأزياء، فتطالب د. رانية خوقير بـ: “جهة تسهّل التواصل بين المصمّمات والحرفيّات على حدٍّ سواء، كهيئة على سبيل المثال، لحفظ حقوق الطرفين، وذلك بأن تكون هناك معايير التزام بين كلٍّ من الطرفين؛ فمثلاً التزام الحرفيّة بالوقت والسرّية، والتزام المصمّمة بدفع مستحقّاتها، وحفظ حقوق الحرفيّة، وهكذا…”.
إقرئي أيضاً:
عباءات “الحشمة العربيّة” لـ سميرة المرغلاني وغادة العريعر
عارضة الأزياء السعودية سارة المغربي: الجمال زائل…
ديالا مكّي.. تشاركنا سر قوتها وجمال شعرها