ترتيب الأولويات يساهم في صنع القادة القادرين على تحمل المسئولية
يقوم كل إنسان منا بدور قيادي ما، في حياته، مهما كان وضعه، فالمدرس قائدًا في علاقته بتلاميذه، والصديق قائدًا مع أصدقائه، والموظف قائدًا مع زملائه. لذلك فإن أول درس من دروس القيادة الناجحة، هو تحمل المسئولية تجاه الآخرين وتشجيعهم الدائم والمستمر وكل ذلك يحتاج مقدرة على تحديد و ترتيب الأولويات المهمة. وحينما يصعب التشجيع المباشر للأشخاص، يكفي عندئذ أن يوفر القائد المناخ المناسب الذي يشيع الاحترام المتبادل والثقة وتكافؤ الفرص والعدالة، وهذا خير حافز له للتشجيع الذاتي. ولنشر هذه القيم الأخلاقية والمناخ الصحي في العلاقات، يكفي أن تجعل الآخرين يساهمون في عملية صنع القرار معك. فحينما يتخلى المدير أو رب العمل عن تلك الروح الأبوية والتوجيهية لموظفيه، لكي يمنحهم مساحة حرية في محاولة حل المشكلات التي تقابلهم في العمل وترك حرية الاختيار لهم فيما يرونه مناسبًا، فإن ذلك يساهم على نشر النشاط والحيوية والسعي نحو الإبداع وحل المشكلات بطريقة فعالة، بالإضافة لروح الثقة والتشجيع الذي سيشعرون بها جراء هذه المشاركة.
إن المؤسسات التي تتبع منهج الإدارة الصارمة والتحكم الشديد في سير العمل وعدم ترك مساحة للتحكم الذاتي لدى الموظفين ومن ثم قدرتهم على ترتيب الأولويات المهمة بالنسبة لهم، فإن ذلك من الممكن أن يفيدها على المستوى القريب المباشر، لكنه لن يكون فعال على المدى البعيد. لذلك فإن فتح باب الشكاوى والتعليقات والاقتراحات بين المديرين وبين الموظفين يؤدي لمزيد من الإنتاجية والأداء الاحترافي للموظفين. القيادة الحكيمة إذن لا تقوم لها قائمة، بدون عناصر التشجيع والثقة والمشاركة وتكافؤ الفرص بين الجميع، رؤساء ومرؤوسين.