هل تعتقد بأنك قادر على إقناع الجميع من حولك بفكرتك؟، جرّب إذا، وانظر إلى عدد المعارضين، تنشأ المشكلة دائماً من حيث أن الناس حولك لا يجدون فيما تطرحه جديداً أو مقنعاً لهم، أو أن كثيراً من الناس لا يجدون لك القيمة الكبيرة لتطرح عليهم أفكارك النارية، أو قد تجد الكثيرين منهم يحملون عنك الانطباع المسبق، ويضعونك ضمن الدائرة المغلقة، وبالتالي فكل ما ستقدمه من أفكار لا يخرج عن هذه الدائرة المغلقة، ولا يمكنك تجاوزها بحوارك معهم، فماذا تفعل لتقنع الناس بأن أفكارك إبداعية ورائعة؟.
إن الحل الأول يكون في صدقك، وإيمانك القوي بفكرتك، ودفاعك عنها، لكونك درستها من كل الجوانب، وبذلت الوقت والجهد اللازم لصقلها، ودراسة قابلية تطبيقها ونتائجها المضمونة، وسواء كانت فكرتك اختراعاً أو تطويراً أو مشروعا أو فكرة نفعية للمجتمع أو غيرها، فإن حماسك لها وصدقك في طرحها، هو مفتاح قبولها لدى الناس، هذا من جهة.
والجهة الأهم لعلها تكون في طريقة طرحك لفكرتك، وأعتقد شخصياً أن السر الذي يجعل الناس يقبلون أفكارك هي أن تجعلها أفكارهم هم، بمعنى أن تتنازل عن كونك المالك للفكرة، مقابل تبني الناس لها، واقتناعهم بها، وذلك يحتاج إلى مهارات خاصة في إدارة الحديث، حيث تتصيد الكلمات، وتنتقي العبارات، بحيث تدفع الشخص المقابل لينساق باتجاه التفكير الذي بدأت أنت به، ومن ثم يتوصل بنفسه لنفس النتائج التي توصلت أنت لها، وفي الختام يجد نفسه أمام الفكرة العبقرية التي يظن أنه ابتكرها أو اخترعها.
بالتأكيد أعتقد أن حماسة الآخرين للأفكار التي يظنون أنها من بنات عقولهم، هي أقوى بكثير من تلك التي تلقى عليهم من أعلى أو من أسفل، وبالتالي يمكن لهذه الأفكار أو المشاريع أن ترى النور، مع تحليك ببعض الصبر وترك الأنانية في أفكارك، وإتقانك لفن التفاوض وإدارة النقاش، يمكن أن تقدم خدمات جليلة للناس وللمجتمع.