تشجيع الآخرين على النجاح يأتي عندما يشعرون بالاستقلال والتحكم الذاتي
إن القيادة الحكيمة والناجحة، دائماً ما تعتمد على منح موظفيها مساحة من السلطة والإدارة الذاتية حيث يتمكنون من مواجهة المشكلات التي تقابلهم والعمل على حلها بأنفسهم، مع الاحتفاظ بدور التوجيه والإرشاد من القائد. لذلك فإن القادة الحقيقيون لا يسعون إلى المركزية التي تجعل شخصياتهم محورًا لكل الأحداث والأشخاص، بل إنهم يسعون دائمًا إلى تعليم الآخرين ويقدمون لهم الدعم لكي يستطيعوا الوقوف على أرجلهم ومواجهة المشكلات بثقة عالية كما لو كانوا هم القادة.
فالقيادة المركزية التي تعتمد على القائد الفرد الواحد والوحيد، سوف تؤدي إلى عقبات وطرق مسدودة، لأن باقي الأفراد سوف يصبحون مجرد تابعين وسلبيين كما لو كانوا قطيع من النعاج، بدون أدنى مشاركة أو فعالية من جانبهم. وبدلاً من ذلك فإن المؤسسات المتطورة يشارك كل أفرادها بشكل أو بآخر في القيادة ويتبادلون الأدوار كل حسب مهاراته ونتائجه وكفاءته. لذلك فإن نشر الروح القيادية داخل المؤسسة وتمكين الأفراد والموظفين من ممارسة القيادة بنفسهم، سوف يحمي المؤسسة من أي عقبات قد تواجهها. وهذا ينطبق على الحياة الاجتماعية والعائلية والشخصية للإنسان وعلاقاته وبالتالي يتمكن من تشجيع الآخرين على النجاح ، وليس فقط في المؤسسات والحياة المهنية.
إن دفع الموظفين أو فريق العمل للمشاركة الفعالة في عملية اتخاذ القرارات مما يسمح لهم بتنمية أسلوبهم وسلوكهم القيادي الخاص بهم. إن العمل على إنشاء جيل جديد من القادة يكون على أهبة الاستعداد لممارسة القيادة في أي وقت وهو بالفعل يمارسها بشكل مستقل تحت مظلة القيادة الرئيسية، سوف يعود بالخير الكثير على أي مؤسسة أو فريق عمل. لذلك فإن التحكم والإدارة الذاتية الممنوحة للموظفين تمثل الخطوة النهائية في سلم القيادة. فدائمًا ما يعمل القادة الحاليون على خلق جيل جديد من قادة المستقبل، ويكفي أن يرى المرء نتيجة عمله وإرثه الذي يخلفه وراءه ومدى تأثيره في الآخرين ومساندتهم للوقوف على طريق القيادة والنجاح، لكي يشعر بالرضا وبتحقيق رسالته في الحياة.