تصعيد وحشود إلى إدلب والتكفيريون يقصفون المدنيين من المنطقة “منزوعة السلاح”
صعد تنظيما “القاعدة” و”داعش” الإرهابيان حدة التوتر على الجبهات الجنوبية للمنطقة منزوعة السلاح بمحافظة إدلب من خلال استهدافهما اليومي لمواقع الجيش السوري وللأحياء السكنية، ومن خلال تكثيف نقل الأسلحة والمقاتلين إلى جبهات القتال.
وقال مراسل “سبوتنيك” إن مسلحي تنظيم “أنصار التوحيد” المبايع لتنظيم داعش الإرهابي (المحظور في روسيا)، قاموا ليل أمس الجمعة باستهداف صاروخي مكثف لأحياء بلدة الصفصافية بريف حماة الغربي بعدد من الصواريخ ما أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة بممتلكات المدنيين.
الجعفري: لن تسمح الحكومة السورية أن تتحول إدلب ل “كهوف جديدة”
وأضاف المراسل: في التوقيت نفسه قام مسلحو تنظيم “حراس الدين” المبايع لتنظيم “القاعدة” الإرهابي، باستهداف مواقع الجيش السوري في تلة الضهرة العالية بعدد من قذائف الهاون دون تسجيل أية أضرار، موضحا أن وحدات الجيش السوري ردت على مصادر إطلاق القذائف عبر سلاح المدفعية مستهدفة مواقع المسلحين بمحيط مدينة مورك شمال حماة.
ونقل مراسل “سبوتنيك” عن مصدر عسكري سوري قوله:
إن الميليشيات الإرهابية المسلحة تعمل منذ الإعلان عن التوصل لاتفاق سوتشي حول إدلب على تحصين مواقعها بالقرب من نقاط المراقبة التركية بالإضافة لنقل أسلحة عتاد وذخيرة إلى عدة محاور في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، وقد تم التعامل بالنيران مع مجموعة مسلحة كانت تقوم بنقل الأسلحة والعتاد والذخائر على محور بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي.
وفي السياق، أفادت مصادر مطلعة من ريف إدلب لوكالة “سبوتنيك” أن “هيئة تحرير الشام”، الواجهة الحالية لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي (المحظور في روسيا) لا تزال تسهل عملية انتقال مسلحي التنظيمات المتطرفة الأخرى من عدة مناطق بإدلب باتجاه جبهات المواجهة مع الجيش السوري في ريفي إدلب وحماة، حيث سجل خلال 48 ساعة الماضية نقل مجموعات مسلحة تابعة لمسلحي تنظيمي “حراس الدين” و”أنصار التوحيد” من معرة النعمان وسراقب بريف إدلب إلى شمال حماة وجنوب شرقي إدلب.
ورجحت المصادر أن المساعي التي يبذلها مقاتلو “داعش” و”جبهة النصرة” و”القاعدة” تأتي في سياق الإعلان بشكل ميداني عن رفضها لكل ما تشيعه البيانات التركية المتكررة حول بدء انسحاب هؤلاء من منطقة “منزوعة السلاح”.
بوتين: نحتفظ بحق مساعدة دمشق في القضاء على التهديدات الإرهابية بإدلب في حال الاستفزازات
وتسيطر “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) والفصائل الإرهابية الموالية لها على نحو 70 بالمئة من محافظة إدلب وتضم في صفوفها عشرات الآلاف من المقاتلين وأعدادا كبيرة من العرب والأجانب من جنسيات مختلفة، في حين تتقاسم السيطرة على بقية مساحة المحافظة مجموعات أخرى لا تقل تشددا عن “جبهة النصرة”، وتدين بالولاء للقومية العثمانية مثل “الحزب الإسلامي التركستاني” وفصائل ما يسمى ب”الجيش الحر” التي يتحدر مقاتلوها من القومية (التركمانية)، إلى جانب تنظيمات متفرعة عن “القاعدة” و”داعش” كتنظيمات “صقور الغاب” و”أنصار التوحيد” و”حراس الدين” و”أجناد القوقاز” و”جيش العزة” وغيرها من التنظيمات الإرهابية المسلحة.
ويتكون تنظيم حراس الدين من مقاتلين متشددين كانوا ينتمون لتنظيم “القاعدة” في بلاد الشام قبل الإعلان عن إنشاء تنظيمهم الخاص تحت اسم “حراس الدين” محافظين على ولائهم لزعيم تنظيم القاعدة العالمي في أفغانستان أيمن الظواهري، وذلك عام 2016 عندما قدمت “جبهة النصرة” نفسها باسم جديد هو “جبهة فتح الشام”، ثم “هيئة تحرير الشام” بعد دخولها في ائتلاف مع عدد من المجموعات، معلنةً خلع البيعة مع الظواهري.
بقايا كتابات للإرهابيين على الجدران في المناطق التي حررها الجيش السوري
ويضم تنظيم حراس الدين “جهاديين” أجانب وعرب، ذوي تاريخ طويل في القتال إلى جانب تنظيم القاعدة بأفغانستان والعراق، كما استقطب التنظيم مقاتلين محليين متمرسين إلى جانب مقاتليه الأجانب.
واستقبل تنظيم “حراس الدين” منذ أسابيع قليلة تنظيم “أنصار التوحيد” المبايع لداعش في مناطق سيطرته شمال حماة وجنوب إدلب، وأمن لمقاتليه المتحدرين من جنسيات خليجية وعربية مستوطنات خاصة لهم ولعوائلهم، فيما تم دمج مسلحين داعشيين آخرين يتحدرون من آسيا الوسطى، في صفوف (الحزب الإسلامي التركستاني) الذي يسيطر على ريفي إدلب الجنوبي الغربي واللاذقية الشمالي الشرقي، المتاخمين للحدود التركية.
وينتشر مقاتلو تنظيم “داعش” هؤلاء ضمن قوس يمتد بين ريفي إدلب الجنوبي واللاذقية الشرقي، وذلك إلى جانب تنظيمات أخرى تدين بالولاء للسلطنة العثمانية ك (الحزب الإسلامي التركستاني/ الأويغور الصينيين) و(الفرقة التركمانية الساحلية).
و”أنصار التوحيد” هو الاسم الجديد لتنظيم (جند الأقصى) الذي أسسه أبو عبد العزيز القطري في البادية الشرقية لإدلب وأعلن مبايعته لداعش في 2014.