تعتبر عروسة المولد تقليد توارثه المصريون عبر أجيال عديدة ، انتقلت صناعتها من محلات الحلوى إلى ورش درب البرابرة بوسط القاهرة، حيث تقع أشهر مناطق صناعة عروس المولد ، ففي مثل هذا الوقت من العام تتوقف ورش المنطقة عن عملها المعتاد – صناعة علب الحلوى للأفراح وسبوع الأطفال– وتنتقل لصناعة عروسة المولد ، بأيدي صناع مهرة أخذوا على عاتقهم مهمة الحفاظ على عروسة المولد المصرية كملمح أساسي من ملامح الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
المرحلة الأولى:
تمر صناعة عروسة المولد بشكلها الشهير بسبع مراحل تصنيع، تبدأ المرحلة الأولى بتجهيز مكونات العروسة وهي: قاعدة العروسة وتصنع بمصانع الكرتون ويكون سعرها بحدود نصف جنيه مصري والشاسيه ، وتقوم ورش تقطيع الحديد بإعداده، ثم جسم العروسة البلاستيك الذي يصنع بمصانع البلاستيك.
المرحلة الثانية:
بعد ذلك يبدأ العامل في قص قماش التول بحيث يكون ملائما لحجم الشاسيه ، الذي يختلف من عروسة لأخرى وتتراوح مقاييس التول من 50 إلى 70 سم، ويتم الحصول على التول من منطقة الموسكي بتكلفة حوالي 1.65 جنيه لكل 100 سم، وهو نوعان أحدهما خشن والآخر ناعم.
وتوفير التول من أكبر العقبات التي تواجه ورش تصنيع العرائس، التي تسعى لتكوين مخزون تول من الأعوام السابقة حتى تصنع أعداد العرائس المطلوبة منها.
المرحلة الثالثة:
فور الانتهاء من قص القماش تبدأ أصعب مراحل إعداد العروسة، وهي المرحلة التي تسمي “ تكشيش التول ”، فهذه المرحلة هي التي تحدد شكل الفستان، ولذلك ينبغي أن يتوفر في القائم عليها شرطان أساسيان هما المهارة مع السرعة في الأداء.
المرحلة الرابعة:
تولى عامل آخر بعد “تكشيش التول” مسئولية تركيبه على قاعدة العروسة، وهي مرحلة لا تحتاج إلى أي مهارة، ويمكن أن يقوم بها أي شخص، وتسند غالبا إلى المبتدئين في هذه الصنعة.
المرحلة الخامسة:
تنتقل العروسة في هذه المرحلة إلى أمهر الحرفيين ليقوم بثلاث مهام، أولها تركيب التول على جسم العروسة بالكامل، ثم مرحلة تصميم شكل الفستان باستخدام مسدس الشمع، وأخيرا القيام بما يسمى نفش الفستان أو تفتيحه، وهذه المرحلة تعتمد على الحس الجمالي عند الحرفي، ولذلك يترك صاحب الورشة الحرية الكافية للحرفي ليتصرف في هذه المرحلة وفقا لرؤيته الخاصة.
المرحلة السادسة:
تسند العروسة بعد ذلك إلى الحرفي الذي يقوم بتجميلها باستخدام ورد الستان وفصوص من الزجاج “ الألماظ ” وبعض البرونزيات، وغالبا ما تقوم الفتيات بهذه المهمة لامتلاكهن الخبرة في مسائل التجميل والتزيين، ويولي أصحاب الورش أهمية خاصة لهذه المرحلة لأنها تعطي للعروسة الشكل المبهر الذي يجذب الزبون.