تعريف الدكتاتورية
الدّكتاتوريّة اشتقت كلمة الدّكتاتوريّة من ديكتاتوس وهي تعني في اللّغة اللاتينيّة الإملاء أو الأمر والفرض، أمّا الدّكتاتوريّة في معناها الاصطلاحي فهي تعني أسلوب الحكم الذي يكون فيه للفرد صلاحيّات مطلقة، بحيث يكون متحكّماً في جميع مفاصل الدّولة يسيّرها كما يشاء، فهو في اعتقاده أنه وصيّ على الشّعب وصاية أملاها تميّزه وذكاؤه الشّخصي بزعمه، أو بسبب استحقاقه لتلك الوصاية التي ورثها أباً عن جدّ
سمات الشّخصيّة الدّكتاتوريّة أمّا سمات الشّخصيّة الدّكتاتوريّة فنذكر منها: أنّ الدكتاتور هو إنسان يرى بأنّه مميّز عن شعبه بفكره ورأيه، وأنّه هوالوحيد القادر على إنقاذ البلاد والسّير بها إلى برّ النّجاة والأمان، ومثال على ذلك اعتقاد فرعون حاكم مصر قديماً حينما قال لقومه: (وما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرّشاد ). أنّ الدّكتاتور هو إنسان مستعدّ لاتباع أيّ أسلوبٍ مهما تنافى مع القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة من أجل تثبيت حكمه. أنّ الدّكتاتور يكره صور الحريّة في المجتمع، ويضيّق على مواطنيه في حرية التّعبير والاعتقاد؛ لأنّ وجود ذلك كلّه يعني نهاية حكمه وزعزعة أركان نظامه. أنّ الدّكتاتور عادة ما يستند إلى جهاز استخبارات قويّ قادر على التّسلل دائماً بين مكوّنات المجتمع، ممّا يتيح له استمرار الاطلاع على ما يصدر من الشّعب من أقوالٍ وأفعال، وبالتّالي يبقى دائماً متأهّباً للتّصدي للمظاهرات التي يمكن أن تحدث أو المحاولات التي تستهدف تقويض نظامه الدّكتاتوري.
أشكال الحكم الدّكتاتوري الدكتاتورية كأسلوب حكم قد تأخذ شكلين شكل الحكم الشّمولي وهو الذي يفرض على المجتمع أيديولوجيا معيّنة في الاجتماع، والاقتصاد، وطريقة الحكم، وشكل الحكم السّلطوي الذي قد لا تكون له نظريّات خاصّة، وإنّما يستند إلى العنف في فرض سياساته.
آثار الدكتاتورية آثار الدّيكتاتوريّة وخيمة على الفرد والمجتمع ككلّ، فهي عكس الحرية ووجود حكم دكتاتوري في بلدٍ معيّن يعني تخلّف هذا البلد عن ركب الحضارة والتّطور في جميع المجالات، ذلك أنّها تعني القمع والحدّ من حريات النّاس وإبداعاتهم، كما أنّها تفرض وصاية على الشّعب غالباً ما تفتقر إلى الحكمة والنّضج السّياسي، كما أنّ غياب المشاركة السّياسيّة من جميع أطياف المجتمع يولّد الكبت والقهر الذي قد يتحوّل إلى ردّة فعل عنيفة.