تعريف المدرسة البنيوية
المدارس الفكرية
المدرسةُ الفكريّة هي مدرسة تتبنّى تفكيرًا محدّدًا أو خصائصَ تتعلّق بفكرٍ ما يشترك به مجموعة من الناس، وتحاولُ هذه المدرسة تربية الأفراد وفق رؤيتها، وترسيخ أفكارها ونشرها بين الناس، وتُقسم إلى مدارسَ حديثة ومدارسَ قديمة، وكانَ لِتغيّر نمط حياة الإنسان من وقتٍ لآخر سببٌ في تعدّدِ المدارس الفكرية، ومن الأمثلة عليها المدرسة البنيوية التي انتشرت في المجتمع الغربيّ، وفي هذا المقال سيتم تقديم معلومات مهمة حول تعريف المدرسة البنيوية.
تعريف المدرسة البنيوية
البنيويّة لغةً هي من “بنى يبني بناء”، أي أنّها الهيئة التي شيّد عليها البناء، وكيفية ذلك التركيب وتجميع المواد لتعطي شيئًا له هدف، وهي أشبه ما يكون بالشكل الهندسيّ الذي تتشابك مكوناته ووحداته ذات الاستقلال الداخلي، ويمكن تعريف المدرسة البنيويّة بأنها عبارة عن مدرسة تتبنّى الفكرَ البنيوي الذي يعدُّ أحد مناهج النقد المادي الملحدة، ويقوم على فكرة الكلية أو المجموع المنتظم، وقد اهتمت المدرسة البنيويّة بجميعِ نواحي المعرفة الإنسانيّة، على الرَّغم من أنها انتشرت في مجال اللغة والنقد الأدبيّ، وقد اشتُقَّ لفظ البنيوية من البنية، أي أن لكلِّ ظاهرة إنسانيّة أو أدبية بنية لا بدّ من تحليلِها إلى عناصرها الرئيسة مع استبعادِ العوامل الخارجيّة التي تُحيط بها لدراستها، والمدرسة البنيويّة المتخصّصة بالأدبِ واللغة تتبنى التفكير الذي ينظرُ في التصميم الداخلي للأعمال الأدبية، حيث تشير النظرية البنيوية إلى سيطرة النظام اللغويّ على العناصر التي يتكون منها، والنظر إلى اللغة على أنها نظام مستقلّ عن صانعه أو الظروف الخارجية التي قد تؤثر به، ويؤمن المذهب البنيوي بمفهوم التزامنية أي أن دراسة لغة محددة في لحظة معينة لا يتطلب النظر إلى المراحل التاريخية التي مرّ بها.
عوامل ظهور المدرسة البنيوية
لقد ظهرت البنيوية في عام 1725 ميلاديًّا عندما ألَّف القاضي جامبا نستافيكو كتابه “العلم الجديد” الذي يرى فيه أنّ المجتمعات هي التي تخلق نفسها أو ذاتها، أي أن الشي الواحد ليس له مكان إلا بوجوده مع الجماعة، ومجموعة الجماعات معًا تؤلف المجتمع، ثم أخذ دي سوسير الفكرة فقد كان يرفض المنظور التتابعي لأنه يرى بأن تتبع تاريخ الكلمة لا يفيد بشيء، وتكاملت البنيوية لاحقًا على يد براغ وبلومفيلد، ومن العوامل التي أدت إلى ظهور المدرسة البنيوية:
رد فعل على النظام الذي كان يسود بريطانيا بشكلٍ خاص وأوروبا بشكلٍ عام، حيث كان ينظر هذا النظام إلى الأشياء بأنها تراكمات وتكتلات لعناصر مستقلة، فمثلًا اللغة هي ولادة تراكم وتجمع لعناصرها أو مستوياتها، ويرى المذهب البنيوي أن الكلمة وحدَها ليس لها معنى إذا لم توضع في جملة.
تطوُّر التفكير والإدراك في العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية، حيث إنّ الفكر البنيويّ اقترن بأسلوب البحث في مختلف المعارف فلكل علمٍ مادة، ولكل مادةٍ بنية، ويكتفي أن يحدّد أي باحث خصائص هدفه في استكشاف خصائص بنية المادة التي يبحث عنها لكي يحصل على صفة الباحث البنيوي.
توفر الوسائل العملية عند استنطاق الظاهرة، حيث كان يجمع بين البساطة الظاهرة والدقة المخفية.