تعريف النحت البحري
التعرية البحرية
كثير من الأسئلة قد تخالج الذهن بخصوص السواحل وعن كيفية تشكلها بشكلها الحالي، وفيما إذا ستبقى على هذا الشكل بعد عقدٍ أو أكثر من الزمن؟، وللإجابة عن هذه الأسئلة، فمن المهم دراسة ما يُعرف بعمليات التعرية البحرية، إذ تعرف التعرية البحرية بأنها مجموعة عمليات النحت والنقل والترسيب التي تقوم بها الأمواج والتيارات البحرية بشكلٍ أساسي[١]، لذا فإن تعريف النحت هو موضوع هذا المقال، نظرًا لكونه أحد العمليات المهمة داخل منظومات التعرية البحرية.
تعريف النحت البحري
يمكن تعريف النحت البحري بأنه أحد عمليات التعرية البحرية، ويتم إحداثه من خلال النشاط الموجي البحري، وأيضًا يساهم إلى قدر لا يستهان به في تفكك المنحدرات الصخرية الساحلية إثر عوامل جوية ومناخية، مثل المطر وتشكل الصقيع في بعض الأحيان بنسب هامة في التأثير في هذه العملية، إضافةً إلى ظاهرة المد والجزر بدرجةٍ مهمةٍ أيضًا، وتسهم عملية النحت بشكلٍ أساسيٍ في تشكيل السواحل البحرية والمحيطية، إذ ينتج عنها عددًا من الظواهر الطبيعية والتي يمكن أن يشاهد بعضها على عديد من السواحل في كوكب الأرض، فمن خلال فترات زمنية قد تكون طويلةً أحيانًا وقصيرة في أحيانٍ أخرى تشكل عملية النحت الأقواس والمسلّات البحرية، إضافة إلى الكهوف والجروف وأرصفة النحت البحري، وهنا يمكن القول بأنّ العديد من النتائج المترتبة على عملية النحت هي نتائج ذات آثار سلبية، وغالبا ما تكون هذه الآثار بعيدة الأمد نسبيًا.[٢]
العوامل المؤثرة في عملية النحت
لما كانت عملية النحت أحد العمليات المدرجة تحت عملية التعرية، كما أُسلِف الذكر في تعريف النحت، فإنّها وكباقي العمليات الأرضية الطبيعية وغير الطبيعية تتأثر بعوامل عدة، ولعل أهمها هو أنواع الصخور المكونة للشواطئ/السواحل، إضافة إلى حالتها من قوة وصلادة، أما مساحتها السطحية فإنها تلعب دورًا هامًا فكلما كانت المساحة السطحية أكبر كانت مقاومتها أكبر وتحتاج حينها الأمواج والعوامل الأخرى إلى فترة زمنية أطول حتى تحدث فيها اثارا ظاهرة ومهمة والعكس صحيح، كما أنّ قوة الموجات السطحية أو ما يعرف بموجات عبور الشاطئ تلعب دورًا أساسيًا هامًا في هذه العملية، إضافةً إلى تأثرها بالنشاط البشري والحياة النباتية، وعمليات التعرية الطبيعية الأخرى.[٣]
مقاومة الآثار الناتجة عن عملية النحت البحري
العديد من المدن الساحلية معرضة لخطر تآكل الشواطئ ونمو المساحة البحرية على حساب اليابسة، لذا فمن المهم بمكان مقاومة عمليات النحت وعمليات التعرية البحرية الأخرى؛ تبدد الشواطئ الطاقة الحركية المختزنة في الأمواج، موفرةً بذلك قدرًا من الحماية للأرض التي تليها، بحيث تصلها الأمواج وقد تبدد الكثير من طاقتها، ولهذا فإن تجديد الرمال وإحلال أخرى مكان المفقود منها يعتبر حلاً فاعلًا لتقويض الآثار السلبية الناتجة عن عمليات النحت والتآكل، ثم إن التحكم بعمق البحر قبالة السواحل أمرًا ضروريًا للحد من سرعة الأمواج وقوتها، فالمناطق الضحلة تصلها الأمواج بحدةٍ أقل.[٣]