تعريف النص السردي
يعرف النص السردي بأنّه كلّ نص شفوي أو مكتوب، تقوم بنيته على سرد الحكاية الواقعية أو الخيالية، والسرد في أصله خطاب لغوي نثري ذو وظيفة مرجعية تُصوّر أو تُوهِم بتصوّر شخصيات وأحداث حقيقيّة مندرجان في إطار زمني ومكانيّ، يهدفُ في النهاية إلى الوصول لمعنى أخلاقيّ أو اجتماعيّ أو سياسيّ وغيرهم. وتتداخلُ فيه أشكال لغويّة أخرى كالحوار المتألّف من أحداث ترتيبا متسلسلًا أو منطقيًا متعمدًا، أو الوصف الذي يمنح القارئ القدرة على تمثل موضوع ما أو رؤية تموضع شخصية أو حدث ما في فضاء زماني ومكاني محدّد. [١]
ويُعرف النص السردي بأنّه نص مرجعي ذو سيرورة زمنية، والشخصيّة الفاعلة هي أساس ترابط الأحداث ووحدتها في النصّ، وهذا يعني أن يدخلَ في تعريف النص السردي مفاهيم أخرى، منها المنظور السردي، الذي يُعنى بمن يحكي الحكاية الضمير البارز فيها، ويدرسه ويظهر في السرد على شكلين، هما: [١]:
ضمير المتكلم: حيث يحضر السارد في الحدث حضورا أساسيا.
ضمير الغائب: بواسطة سارد يفترض أن يكون محايدا مختفيا خلف مجموعة من الأقنعة.
والحديث عن وحدة الأحداث في تعريف النص السردي لا التّعاقب والتّتالي، إنّما أن تقومَ الأحداث على ترابط سببيّ منطقي بين الأحداث، تكونُ فيها العلاقة الزمنيّة بين الأحداث هي القصة أو الرواية ذاتها، أمّا الرابط السببي فهو الحُبكة في كليْهِما، كما يظهر أيضا مفهوم الرؤية السردية، الذي يعني زوايا النظر التي ينظر بها إلى الشخصيات والأحداث، وهذه تتخذ ثلاثة مظاهر في تعريف النص السردي هي: [٢]:
الرؤية من الخلف، وفيها يكون السارد عالمًا بدواخل الشخصية، وعارفًا عنها أكثر ممّا قد تعرفها عن نفسها، فهو يعلم بما تفكّر الشخصية قبل أن تفكّر فيها، وما تشعر قبل أن تشعر فيه، وهو المتحدّث بلسانها.
الرؤية من الخارج، وفيها تكون معرفة السارد بالشخصية منعدمة، أو شبه منعدمة، فالسارد كالقارئ يتابع ما بسرده ما تقوم به الشخصية من أقوال وأفعال دون أن يعرف ما تفكر به.
الرؤية المصاحبة، وفيها تكون معرفة السارد متساوية لمعرفة الشخصية.
والاختلاف في مفهوم الرؤية السردية يجعلُ من السارد مفهومًا مختلفًا عن الشخصية، إذ إنّ السارد في هذه الحالة له أن يتدخّلَ يُبدي وجهة نظره في الشخصيّة وأفعالها داخل النص السردي، وهذا يعني تناول مفهوم آخر يخصّ السارد وهو التبئير/ بؤرة السرد الذي يكشف حال السارد داخل النص السردي ومستوى إدراكه للعالم المحكيّ أو الموصوف عنه، ويظهر في النص السردي على ثلاثة أشكال: الأول ويعرف بالتبئر الداخلي/ بؤرة الشخصية ويكون السرد فيه محصورًا في وجهة نظر شخصية واحدة من شخصيات الحكي، والثاني التبئير الخارجي/ بؤرة الصفر ويكون السارد فيها شاهدًا على الأحداث جاهلًا بالحكي الذي يسرده والثالث التبئير صفر/ اللاتبئير وهذا ما يوجد عادة في السرد التقليديّ. [٢]