تفسيرات بيولوجية
1 من أصل 2
هب أنك دكتور فرانكنشتاين العصر الحديث وأوكلت إليك مهمة صناعة مجرم، ما الذي ستحتاج إليه لتحقق المهمة؟ هل ستحتاج إلى أجزاء جسم معينة؟ ربما، كما كان يرى باحثون جادون منذ أقل من مائة عام، كنت ستختار ذراعين طويلتين على نحو مميز (كتلك التي تملكها القردة)؟ هل ستتبع أيضاً إرشادات تشيزاري لومبروزو – عالم الجريمة الإيطالي ذائع الصيت الذي عاش في القرن التاسع عشر – في بناء الرأس؛ بحيث تحرص على أن يكون به “أذنان بارزتان، وشعر كثيف، ولحية خفيفة، وفك عريض، وذقن مربع مستدق، وعظام وجنتين كبيرة”؟ وتجاوباً مع أفكار العصر الفيكتوري عما يميز المجرم عن الجميع بوجه عام، ربما تود التأكد من أن المجرم الذي صنعته أقصر من الطول المتوسط، أو أطول، وينبغي أن يكون أيضاً أثقل وزن من غير المجرمين، أو أخف بوضوح. فإن اتبعت هذه الإرشادات، فستحرص أيضاً على أن يكون المجرم الذي صنعته ذا قفص صدري ناتئ مع صدر مشوه خلقياً وكتفين متهدلتين. وسيكون مسطح القدمين أيضاً. (الغالبية العظمى من الجرائم التي اكتشفت ارتكبها رجال؛ لذا من هنا فصاعداً سألتزم بهذه الإشارة المحددة للنوع من أجل التبسيط، وإذا أردت الإشارة خصيصى إلى مجرمة أنثى فسأوضح ذلك).
إذا رأيت أن الأمر صار متعلقاً أكثر من اللازم ببنية الجسم، وكنت تعتقد أنه بإمكانك أن تأخذ جسماً طبيعياً وتعبث بالهرمونات والتكوين الجيني وغيرها من الجوانب التي تحدد كيفية عمل الجسم لتصنع مجرماً، فأنت بهذا تتبع الفكر الحديث نوعاً ما. فعدد كبير من الخبراء يرون أن الإجرام ناجم عن اضطراب ما بالمخ – أو حتى تلف صغير بالمخ – نتيجة التعرض لحادث، أو مشكلات وقت الولادة.