2من اصل3
ولم يكن النقدهو الذي يعوزنا، فعندنا منه ما يكفي لجعلنا أقوى من ألمانيا!ثم قال المقرر: “إن هذه الحقائق ثقيلة مفجعة”.حقا إنها ثقيلة مفجعة، ومن دواعي الأسف أنه ليس عندنا ما يجعلنا نأمل أنعمال دور الصناعة الحادث بفعل كثير من المحرضات اليومية، وانحلال مصالح الدولةبتأثير ما بين الموظفين – الذين يحسدون بعضهم بعضا – من مناظرة ومزاحمة،والاشتراكيين الذين يرغمون الحكومة أن تصنع بنفسها ما تصنعه ألمانيا في مصانعالأفراد الخصوصية.ظهرت نتائج التجارب في المسائل المذكورة بسرعة، ولكن قد لا تظهر هذه النتائجإلا ببطء، فالقضاء على الأسطول الروسي بغتة من قبل المدرعات اليابانية، وعجز نسافاتالروس عن أن تحول دون ذلك، كانا ضروريين لندرك خطأنا العظيم في عدولنا منذبضع سنين عن إنشاء مدرعات كي نصنع مكانها بارجات صغيرة ونسافات ثبت الآنأنها غير مفيدة، وهكذا أضعنا مئات من الملايين، وظلت بلادنا عاطلة من وسائل الدفاعحتى أثبتت التجربة خطأنا فعزمنا على بناء أسطول جديد.وإذا كانت التجربة في الغالب ضرورية لتحقيق قيمة الآراء فذلك لأن أكثر الآراء
تتكون من دون أن تبالي بغير ظواهر الأمور، ففي المسألة التي استشهدنا بها دل الرأيالمستند إلى بعض الظواهر على أن النسافات الرخيصة تدمر المدرعات الغالية بسهولة،ولذلك رؤي أن من العقل والصواب ترك هذه وإنشاء تلك.