تلخيص رواية المقامر للروسي دوستويفسكي
دوستويفسكي
في شَهْر تِشْرين الثّاني من عام 1821م، تَحديدًا في العاصِمة الرُّوسِيّة مُوسكو كَانَ مَولِد أَحَد أعْظَم وأَفْضَل الرّوَائيين العَالَمِيين فُيودور دوستويفسكي الّذي كان لأَعْمالِه الأَثَر العَميق على كُل من وَقَعَتْ في يَدِه رِوَايَة مِن رِوايَاتِه، فَشَخْصيّات الرّوَاية عِنْدَ فيودور دوستويفسكي دَائمًا ما تُعَانِي البُؤس وتَكُون في أقْصَى حَالَات اليَأس، ومَا يُمَيّز أعْماله أنَّه يَتَغَلْغَل دَاخِل النَّفس البَشَريّة ووَصْفِه لأدق التَّفَاصيل للأَماكِن الّتي تَتَواجَد بِها شَخْصِيَّات الرّوَاية تُوفّيَ دوستويفسكي في مَدِينَة سانت بُطرُسبيرج الرُّوسيَة في 9 شُباط 1881م تَاركًا إِرْثًا أَدَبِيًّا حُفِرَ في تَارِيخ الأَدَبْ.[١]
نبذة عن رواية المقامر
يُقَدّم دوستويفسكي في رِوَايَة المُقَامِر الّتي ألَّفها عام 1863م، والّتي خَطَرَت لَه أَثْناء رِحْلَتِه إلى الخَارِج في طَرِيقِه إلى باريس للَّحاق بِحَبيبَتِه الألمَانِيَّة لِيُقامِر على الرُّوليت، وقَدْ أَلهَبَه هَوى هَذه المُقَامَرة وَصْفًا دَقِيقًا عَن المُقَامِر الّذي يَنْساق للقِمَار بِحَيث يَفْقِد الإِرَادَة ويُصْبِح غَيْر قَادِر على تَرْك لِعْبَة القِمَار إلّا في حَالَة انْتِهاء اللّعْبة أو خَسَارة كُل ما يَمْلِك مِن المَال وكَعَادَة دوستويفسكي يَتَسَلَّل من خِلال رِوَايَة المُقَامِر دَاخِل أَعْماَق شَخْصيّة ونَفْس المُقَامِر الّذي لَم يُقَدِمه كَشَخصيّة مَذمُومَة بَل يُصَوّر هذا المُقَامِر بِنَوع من الافْتِتَان والانْسِيَاق غَير الوَاعِي، إِذْ تُعدّ رِوَايَة المُقَامِر من الأعْمَال الرَّائعَة لدوستويفسكي فَمِن خِلال رِوايَة المُقَامِر وألكسي إيفانوفيتش سَيَتِم التَّعَرُّف على شَخصِيَّة ودَوافِعْ المُقَامِر.[٢]
شخصيات رواية المقامر
في رِوَاية المُقَامِر يَقوم دوستويفسكي بالكَشف عن الدَّوافِع النَّفسيَّة لشَخصيَّات الرّوَايَة فمِنها المُحبَّة للمَال وشَهوَة الرّبح الَّتي تَتَحَكَّم فيها وتُحدّد مَصير هَذه الشَّخصيَّة ومِنها مَن تَبحَث عن الاستقرار والوُصُول إلى الغَاية عن طَريق أُخرى فهو يُريد أَن يُقَدّمهم للقَارِىء بِشَخصيَّاتهم الحقيقية ودَوافعهم وأَحلامهم عن طريق الغَوص في أَعماق هَذه الشَّخصيَّات ليُكمِلوا مع القَارىء الرّحلة داخِل فُصُول الرّوَاية.[٢]
ألكسي إيفانوفيتش: بَطَل الرّوَايَة، وهُو مُعلِّم لأبناء الجِّنِرال.
باولين ألكسندرڤنا: مَعبودَة ألكسي إيفانوفيتش واِبْنَة زَوْجة الجِّنِرَال.
الجِّنِرَال: رُوسي، وهُو رَب عَمل ألكسي إيفانوفيتش وخَطيب الآنِسة بلانش.
الآنسة بلانش: فَرَنسَيَّة من طِرَازٍ رَفِيع تَمُتْ بِقَرَابة بَعِيدَة للمَركيزْ “الدَّرَجة الثَّانِية من سُلَّم النُّبَلاء”.
دي جريو: المَركيز الفَرنسي، وهُناك عَلاقة ما بَيْنَه وبَين باولين وكُره مُتَبادَل بَيْنَهُ وبِين ألكسي إيفانوفيتش.
مستر آستلي: الإنجليزي، وهُو قَريب لأحَد النُّبلاء وصَديق ألكسي إيفانوفيتش.
آنطونين ڤاسيلڤنا تراسڤتش: الجَّدة عَمَّة الجِّنِرَال.
أرْملة دي كومنج: والِدة الآنسة بلانش.
تلخيص رواية المقامر
تَتَأَلَّف رِوَايَة المُقَامِر لدوستويفسكي تَرْجَمَة سامي الدروبي والصَّادِرة عن المَركَز الثَّقَافِي العَرَبِي من 239 صَفْحة مُقَسَّمة إلى سَبْعَةَ عَشَرَ فَصْلًا، وسَيَتَناوَل هَذا المَقَال تَلْخيص فُصُول رِوَايَة المُقَامِر بِحَيْث سَيَتِم تَلخِيص كُل فَصْلٍ من فُصُول الرّوايَة مَع مُرَاعاة عَدَمْ كَشْف الحَبْكة ومَفَاصِل الأحْداث كَي لا يَفْقِد القَارِىء المُتْعَة عِنْد قِرَاءَة رِوَاية المُقَامِر وكَي تُعْطى هَذه الرَّائعة الأدَبيَّة حَقَّها فرِوَاية كَرِوايَة المُقَامِر ومَا تَتَضمَّنُه من أحْدَاثٍ وصِراعَات تَسْتَحِق القِرَاءة؛ لِما تَحْتَويه من إِثَارَة لكِن في التَّلخيص إِفادة في رِحْلة مَع المُقَامِر ألكسي إيفانوفيتش دَاخِل فُصُول رِوَايَة المُقَامِر.[٢]
الفصل الأول
يَبْدأ الفصْل الأوَّل من رِوَايَة المُقَامِر بِعَودَة ألكسي إيفانوفيتش إلى رولتنبرغ بَعْدَ غِيَاب خَمْسَةَ عَشَرَ يَومًا وقَدْ بَدا لَهُ أنَّ الجّنِرَال كان في ضِيقٍ وحَرَجٍ من حُضُورِه، ويَتَحَدَّث عن مَائِدَة العَشَاء الّتي دَعَا نَفْسَهُ إِلَيْها واقْتِحَامِه المُنَاقَشة الّتي كانَت تَدُور بين الجِّنِرال والفَرَنسِي بِصَوتٍ مُرْتَفِع دُونَ أنْ يُدْعَى إلى المُشَارَكَةِ فيها قَاصِدًا أن يُشَاجِر الفَرَنْسِي شَارِحًا لِلحُضُور عن الجّدَال الّذي دَارَ بَيْنَهُ وبَين القَس في السَّفَارَة البَابَويَّة، وعَمَّا فَعَلَهُ مَع أَحَد كِبَار الكَهَنَة وقّدْ خَلَقَ جِدَالًا على المَائِدَة إلى أن غَيَّرَت ماري فيليبوڤنا مَوضُوع الحَدِيث ويَكْشِف عن الحَدِيثْ الّذي دَارَ بَيْنَهُ وبَين باولين ألكسندرڤنا والمَهِمَّة الّتي عَهَدَتْ بِهَا إِليْه.
الفصل الثاني
يَتَّجِه ألكسي إيفانوفيتش في هَذا الفَصْل من رِوايَة المُقَامِر إلى قَاعَة المُقَامَرَة لأَجْل المهِمَّة الّتي أُوكِلَت إلَيه وتّعُود بِه الذَّاكِرَة حِينَ دَخَلَ قَاعَة القِمَار لأَوَّل مَرَّة في حَيَاتِه وَاصِفًا الشُّعُور الّذي انْتَابَه وأَمَله الّذي عَقَدَهُ على الرُّوليت مُوَضّحًا الفَرقْ بَين مُقَامَرَة المُهَذَّبين ومَقَامَرَة الغَوغَاء ويَصِف الأَرِستُقراطيين دَاخِل قَاعَة القِمَار ونَظْرَتهم للعَامَّة ويُوصِل حَدِيثه عَمَّا دَارَ بَيْنَه وبين باولين ألكسندرڤنا حَينَ انْطَلَقَ إليْها لِيُخبِرها عَمَّا حلَّ بالمَهِمَّة إذْ تَقُولُ لَه الرُّوليت سَبِيلُك الوَحِيد إلى الخَلاص.
الفصل الثالث
يَصِفْ ألكسي إيفانوفيتش في هذا الفَصْل من رِوايَة المُقَامِر كَيفَ أَنَّ باولين ألكسندرڤنا تَسْتَخدِمهُ عَبدًا أَو سَاعِيًا من أَجْل بُلُوغِ أَهْدافِها ومَعْرِفَته أَنَّها تَعْقِد نِيَّتها على لَعِب الرُّوليت لَيْسَ رَغْبَتًا في المُقَامَرَة ولا في المَال كَما لاحَظْ، كَمَا وسَوْفَ يَسْتَغِل وَضْع الاسْتِعْبَاد والإذْلال الّذي تَضَعه فِيه ويَكشِف ألكسي إيفانوفيتش كَيْفَ تَعَرَّف الفَرَنسِي على الجّنِرَال وما كان بَيْنَهُما وعن جُزء من سِرّهِما العَائلِي كَما ويُعْطي مَعلومات عن الأشْخاص اللّذيِن كَانَوا على المَائِدة ومِنهُم الآنِسة بلانش الّتي يَصِفُها بالجَّمَال ويَصِفُهَا وَصْفًا كَامِلًا لكِنَّه يَرَى أَنَّ وَجْهَهَا من الوُجُوه الّتي تُوقِظ الرُّعْبَ في النَّفْس.
الفصل الرابع
في هذا الفَصْل من رِوايَة المُقَامِر يَصِف ألكسي إيفانوفيتش قَاعَة القِمَار الّتي ذَهَبَ إليْها لأجلِ مهِمَّةٍ ثَانِيَةٍ لباولين ألكسندرڤنا وَاصِفًا النَّاس بالوَقَاحَة وشَدِيدي الشَّرَاهَة على القِمَار كَما يَصِف الرُّوليت الّتي يَرَى أنَّها تَخضَع لنَوع من التَّرتِيب والنّظَام والّذي هُو مَدينٌ بِجُزءٍ كَبيرٍ من هَذه المُلاحَظات للمِستر آستلي وقَد وَصَفَ الإحْسَاس الغَريب الّذي قَامَ في نَفسِه وهو اسْتِفزَاز القَدَر الّذي أَضاع آخر مَبلغ كَان في جَيبِه، ويَتَطَرَّق إلى الحَديث الّذي دَارَ بَينَهم على مَائدَة الطَّعام عن طَبيعَة الرُّوس ومُقارنَتِهم بالألمان اللّذين حَسَب وِجهَة نَظَر ألكسي يَعمَلون كأبقار ويَكنِزون المَال كَيَهود.
الفصل الخامس
في هذا الفَصْل من رِوايَة المُقَامِر يَكْشِف ألكسي الحَديث الّذي دَارَ بَينَهُ وبَين باولين، ويَصِف ألكسي الانْحِطاط في السُؤال عن مَوت الجَّدة والّذي يُعَد مَوتها خَلاصًا للجّنِرال من الفَرنسي، والجّدال بَينهُ وبَين باولين بَعدَ فَشَله في المهمَّة وَاصِفًا نفسَه بالعَبد، ويُفصِح كُل مِنهُما للآخَر عن سَبَب حاجَتِه للمَال ويُكمِل ألكسي حَديثه عن مُتْعَة العُبوديّة لتُخالِفَه باولين وتُؤكّد أنَّ الكِفاح يَرفَع قَدْر الإنْسان ولا يَخْفِضه فيَصِف ألكسي ما قالته بِأنَّهُ جُمَل مَحْفوظَة أو أقْوال مَأثورة كَما ويَصِف قَلْبَها بالسَّيّء وفِكرها بالمُجَرَّد من الرِفْعة والنُّبلة طالِبًا مِنها أن تَسْتَفيد من عُبودِيَّتِه ويُحَذّرها من الرَّغْبَة الّتي تُراوِده في ضَربِها وأثْناء نِقاشِهِما يَهتِف ألكسي رَائع، لَقَد اسْتَعمَلتي هَذا التَّعبير الرَّائع لإذْلالي ولتَتَيقَّن باولين من عُبوديَّة ألكسي تَطْلُب مِنه تَحدّيًا.
الفصل السادس
يَتَحَدَّث ألكسي في هذا الفَصْل من رِوايَة المُقَامِر عن المَوقِف الصّبياني الّذي وَضَعتهُ فيه باولين مع البَارون والَبارونة “لَقَب نبيل أرِستُقراطي في الأنظِمة الإقْطاعِيّة” والّذي على إثرِه يَستَدعيه الجّنِرال ليَقوم ألكسي بِتَبرير فِعلتِه بأنَّه مُصَاب بِحالَة مَرَضِيَّة وعَصبيَّة لكِن هذه التَّبريرات لا تَشفَع لهُ عِندَ الجّنِرال الّذي فَصَل ألكسي الّذي كان يَعمل عِنده كَمُعلّم لأولاده ورغْم فَصلِه من العَمل إلّا أنَّ ألكسي عَازِمٌ على لِقاء البَارون والبَارونة مَرةً أُخرى، وقَد عَرِف من الخَادِمة أنَّ ماري فيليبوڤنا عَقَدَت نِيَّتَها على السَّفَر بَعدَ مُشَاحَنَة بَينها وبَيْنَ الجّنِرال فتَوَقَّع ألكسي وُقوع أمْرًا حَاسِمًا.
الفصل السابع
في هذا الفَصْل من رِوايَة المُقَامِر يَتَفاجأ ألكسي بِدُخول دي جريو عَليهِ في غُرفَتِه إذ إِنَّ كِلاهُما يَكْرَه الآخر لكِنه دَخلَ عَليهِ سَفيرًا حَامِلًا لَهُ عَرضًا من الجّنِرال، يَصِف ألكسي الفرنسي دي جريو بالإنِسَان الوَضعي، البرجوازي التّافِه الّذي لا طَعمَ لَه وأنَّه أكثر من عَلى وَجه الأرْض إمْلالًا وإضجارًا، ودَارَ بين الرّجُليْن نِقاشٌ طَويل مِحْوَره ما فَعَلهُ وما الّذي يَنوي فِعلَه مع البارون بِمُساعَدة صَديقة مستر آستلي ويُحاوِل دي جروي إقنَاعهُ بالعُدول على لِقاء البارون وعندَما لم يَلمس مِنه تَجاوُبًا يَقوم بإخرَاج وَرَقة مَطويّة من جَيْبِه ويَمُدّها إليه مُنتَظرًا جَوابًا.
الفصل الثامن
يَلتقي ألكسي في هَذا الفَصْل مِن رِوايَة المُقَامِر مَع مستر آستلي الّذي عَلِمَ بِطَريقةٍ ما عَن طَرد ألكسي مِن عَمَلِه ويَتَبادَلا الحَديث في الكَازينو عَن باولين ألكسندرڤنا والمَركيز دي جريو وسَبَبْ خَوْف الجّنِرَال مِن الفِعْلة الّتي أقدَم عَلِيْها ألكسي مَع البارون، ويَقوم مستر آستلي بِشَرْح تَاريخ الآنسِة بلانش ومُقامَرَتِها وكَيف رآهَا وهِي تَلْعَب بِمَبالِغ كَبيرة في الكازينو والمَوْقِف الّذي قَادَها لأن تَمْلأ الفُندُق نِعَاقًا وعِيَاطًا وعَمّا بَينَها وبَين البارونة والأُمور الّتي سَتَحدُث بَعْدَ وَفاة الجَّدة، ويُكْمِلا حَديثهُما أثْناء مَسِيرهِها لِيَتفاجأ ألكسي بِصَوت اِمرأة تُنادِي عَلَيه بِاسْمِه بالرُّوسيَّة، والّذي تَبَيَّنَ أَنَّه قَادِمٌ مِن شُرْفَةِ الفُندُق، وما أَن رَكَضَ حتَّى دَرَجات مَدْخَل الفُنْدُق حتَّى تَهدَّلت ذِرَاعَاه وتَسَمَّرَت قَدَمَاه مِن شِدَّة الذُّهول.
الفصل التاسع
في هَذا الفَصْل مِن رِوايَة المُقَامِر يَصِف ألكسي مُوَظَّفي الفُنْدُق الّذينَ يُبالِغُون بإظْهَارالاحْتِرام بِحُضور مُدير الفُنْدُق لاسْتِقْبال هَذِه الزَّائرة ذَات المَكَانَة الرَّفِيعَة والمَنْزِلَة العَالِيَة، لَقَدْ كان ذَاكَ الصَّوت الّذي يُنادي على ألكسي هو صَوت الجَّدة آنطونين ڤاسيلڤنا تراسڤتش الّتي فَقَدَتْ القُدْرَة على اِسْتِعمَال رِجْلَيْها، وأَصْبَحَت دَائمًا تُحْمَل على مِقْعَد وتَتَمَتَّع بِقَسَمَات صَارِمَة ومَلامِح مُسَيْطِرة، والّتي طَلَبَت أَن تُحْمَل إلى حَيْث يَجْتَمِع الجّنِرال ومن مَعَه وَاصِفًا ما حَلَّ بِهِم عِنْدَ رُؤيَة الجدَّة والحِوار الّذي دَارَ بَيْنها وبَيْن الحُضور، إذ وَصَفَت الجّنِرال بالكَاذِب والمُقَامِر الّذي لا يَستَطيع تَرك الرُّوليت والفَرنسي بالمُمَثّل المُهَرّج فَقَد كان اللّقَاء أَشْبَه بِمُحَاكَمة.
الفصل العاشر
في هَذا الفَصْل مِن رِوايَة المُقَامِر يَقُوم مُدِير الفُنْدُق بِتَخْصيصِ مَسكَنٍ للجَّدة تَجَاوَزَ كُل حُدُود البَذَخ، وتُنْقَل الجَّدة بَين جَمِيع الغُرَف ويَصْحَبُها المُدِير والّتي تُلقي عَليهِ أَثْنَاء اِسْتِعراض مَسْكَنها أَسْئلَةً لَيْسَت في التَّوَقُّع أَو الحُسْبان، تَطْلُب الجَّدة حَمْلَها إلى مَائدَة الرُّوليت ويّكْشِف ألكسي الحَدِيث الّذي دَارَ بَينَهم وهُم في طَريقِهم إلى الكازينو الّذي أَخَذَت الجَّدة جَوْلةً في قَاعَاتِه، ويَصِف ألكسي أَحْوال النَّاس واللُّصُوص الّذيِن يَتَجَمهَرُون حَوْلَ مَائدَة القِمَار ويأَخُذ مَجْمُوعَة مِمَّن دَمَّرهُم القِمَار يُؤَمّنُونَ للجَّدة مَكَانًا قَرِيبًا وَسَط المَائدَة وتَطْلُب من ألكسي أَن يَشْرَح لَها عن الدَّورَة والمُرَاهَنة وأَسَاسيَّات اللَّعب مُصغِيَتًا إليْهِ أَشِد اِنْتِباه لِتَبدأ الجَّدة اللَّعِب وبِمُجَازفات كَبيرَة يَشْرَحُها ألكسي بالتَّفْصِيل لِتَطْلِب بإعَادِتِها إلى الفُندُق بَعْدَ اِنْتِهائهَا مِن اللَّعِب.
الفصل الحادي عشر
يَدورُ نِقَاشٌ مَع الجَّدة مِن المُرافِقين الّذِين كَانَوا بِرِفقَتِها عَن مُجَازَفَتِها في المُقَامرة، وما الّذي حَصَل مَعَها عَلى طَاوِلَة القِمَار وقَدْ قَامَت بِتَوجِيهِ صَدمَةٍ للجّنِرَال كَما فَعَلَت عِنْدَ وُصُولِها ليَدخُلوا بِنِقَاشِ آخَر مع الجَّدة بَعْدَ أَن قَرَّرَت الذَّهابَ للمُقَامَرةِ مَرةً أُخْرى، تَقُوم باولين بإعْطَاء ألكسي رِسَالة كَي يُسَلّمَها لِمستر آستلي والّتي تُوقِد الغَيرَة في قَلب ألكسي، ويَتَوجَّه ألكسي بَعْدَ عَودَتِه لِمَنزِل الجّنِرَال بَعْد أَن قَام الجَنِرال بالسُّؤال عَنه أَكثَر من مَرَّة طَالِبًا من الخَادِم أَن يُبلِغَهُ بِضَرورَة الذَّهاب إليْه فَورَ وُصولِه لِيَدور بَينَهُم نِقَاشٌ طَويل لِمَنع الجَّدة من الذَّهَاب للمُقَامَرة، ويأتي الخَادِم طَالِبًا ألكسي للجَّدة الغَاضِبة الّتي تَنتَظِره عِند باب الفُنْدُق لِيَقُودَها إلى الرُّوليت.
الفصل الثاني عشر
في هَذا الفَصْل مِن رِوايَة المُقَامِر يَتَّجه ألكسي والجَّدة وَحْدَهُما إلى الكازينو، وكان قَد حُجِزَ للجَّدة المَكان نَفسُه وتَبْدأ المُقَامَرة بِمُجَازفات أَكْثَر وبِالحَد الأَقْصى المَسمُوح بِه في الرُّوليت مُتَجاهِلَتًا نَصائح ألكسي ويَخرُجا من الكازينو لِقَضاء أَمرٍ سَريع والعَودة مُباشَرةً ويَلقُون في طَرِيقِهم جَمَاعَتَهُم، لكن الجَّدة لَيسَ لَدَيها وَقْت لِتلبِيَة دَعوَة الجّنِرال الّتي دَعاهَا إليْها ولا حتَّى للحَديث مُطالِبتًا ألكسي بالإسْراع ويُعَاوِدان للكازينو للمُقَامَرة وكَانَت جَمَاعَتهُم قَد سَبَقَتهُم إلى هُناك لِتقوم الجَّدة باللَّعب وما أن انْقَضَت سَاعة حتَّى عَادوا للمَنْزِل لِتُقَرِّر الجَّدة العَودَة إلى موسكو وبَعد نِقاشٍ طَويل مع الحُضور تَعرِض الجَّدة على باولين مُرافَقَتها والعَيشِ مَعها في موسكو.
الفصل الثالث عشر
يُعاوِد ألكسي خِلَال هَذا الفَصْل مِن رِوَايَة المُقَامِر بِقِرَائة المُذَكَّرات الّتي كَتَبَها، وهُو نَهب مَشَاعِرٍ مُضْطَرِبةٍ، وأَخَذ يُفَكّر بِما يَدور حَولَه وعن السُّلوك الّذي سَلَكَهُ في تِلْكَ الأحْدَاث ويُمسِك قَلَمًا ليَسرُد سَرْدًا مُوجَزًا سَريعًا جَمِيع الأُمُور الّتي يُمكِن سَردُها، ويَبدأ بالجَّدة وما الّذي حَصَلَ لَها دَاخِل الكازينو على مَائدَة القِمَار ومع البُولونيين إذ يَقُومُ خَادِمُ الجَّدة بِنَقْل ما رآه لألِكسي وَاصِلًا الحَديث عمّا حَصَلَ في الفُنْدُق عِندَما اتَّفَقَت المَجْموعَة على القِيَام بِمَسعَى أَخِير يَحسِم الأمر مع الجَّدة ودي جريو الّذي غَادَر الفُنْدُق إلى غَيرِ رجْعةٍ وعمَّا حَصَلَ بِين الآنسة بلانش والجّنِرَال وعَن لِقَائه بمستر آستلي الّذي لَم يَجرُؤ على سُؤالِه ذاكَ السُّؤال الّذي كان يَكوي قَلبَه وما الّذي كَتَبه لِباولين ويَصِف ألكسي أيضًا حال الجّنِرَال الّذي أَخَذ يَبْكي بِدمُوعٍ سَخيَّةٍ مُختَتمًا بالآنِسة بلانش الّتي تَعتَزِم العَودة إلى باريس وباولين الّتي وَجَدَها جَالِسةً في غُرفَتِه.
الفصل الرابع عشر
في هَذا الفَصْل من رِوَايَة المُقَامِر تَضَع باولين أمام ألكسي رِسَالَةً مِن دي جريو، وتَأمُره بِأن يَقرَأها وبَعد نِقاشٍ عن مَضْمون الرّسَالة يَطْلُب ألكسي مِن باولين أن تَنتَظره لِحينِ عَودَتِه ويَخرُج من الغُرفة بِخَاطِرٍ أَقْرَب إلى الجُّنون وبَعد انْتِهاءِه مما كان يَنوي فِعله وأَثناء مَسِيره في الطَّريق للعَودَةِ إلى الفُنْدُق يَستَولي عَليه الخَوف وأَخَذ الذُّعر يَشْتَد خُطوة بَعد خُطوة وكان يَسِيرُ سَيْرًا بالرَّكْضِ أَشْبَه حتَّى وَصَلَ إلى غُرْفَتِه في الفُندُق ورَمَى مِئَتَي ألف فرنْك على المِنْضَدة الّتي أَصَابَت باولين بالذُّهول.
الفصل الخامس عشر
يَقُومُ ألكسي بِمُنَاوَلة باولين خَمسين ألف فرَنْك، فَأخَذَت تَضْحَك مُقَهْقِهَةً على حِينِ فَجْأة ذلِكَ الضَّحِك السَّاخِر الهَازِىء لِتَرُدَّ عَليه بِاحْتِقار أنَّها لن تَأخُذ شَيئًا من مَالِه وخِلال نِقاشِهما تَنفَجرُ بالنَّحيب والتَّشنج ويَطول النّقاشُ بَينَهُما وهي بِين مُقَهْقِهة وسَاخِرة وباكِيَة كَمن أصَابَتْها نَوبة وبَعْد انْقِضاء اللَّيل تَطْلُبُ مِنه بأن يُعطِها الخَمسين ألفًا وما أن تأخُذها حتَّى تَرمِيها في وَجْهِه وتَتْرُك الغَرفة رَاكِضة، وقَد عَرِف من الخَادِمة أنَّها لم تَعُدْ إلى مِسْكَنِها، فَقَد عَرِف من خِلال حَدِيث النُّزَلاء أنَّها ذَهَبَت للفُنْدُق الّذي يُقِيمُ فِيهِ مستر آستلي، ويَنطَلِق إليه حَيثُ يَدور نِقَاشٌ مُشتَعِلٌ بين الرَّجُلَيْن، ويلتَقي ألكسي بالآنِسة بلانش وقَد تَهَيَّأت للسَّفَر وتَطْلُب مِنهُ مُرَافَقَتَها إلى باريس بَعْدَما عَلِمَت بِأمر المال الّذي بِحَوزَتِه لِيَقُوم بِمُرافَقَتِها بَعْدَ أن وَعَدَتهُ بِأن تُرِيَهُ النُّجُوم في وَضَحِ النَّهَار.
الفصل السادس عشر
ثَلاثَة أَسَابيع في باريس، وقَد كَانَ مع ألكسي مِئَة ألف فرنك، أمَّا المِئَة ألف الأُخْرى فَقَد أَعطَاعا للآنِسة بلانش الّتي كانَت تَقُول لَه بِأنَّ المِئَة أَلف خَاصَّتَه سَيَأكُلانها معًا، فَهُو َرى أنَّهُ يَصعُبُ على المَرء أن يَتَخَيَّل وُجود إنْسَان يَبْلُغ من البُخْل والجَّشَع ما يَبلُغه هذا النَّوع الّذي تَنتَمي إليه الآنِسة بلانش، ويَصِف ألكسي الحَفلَتَيْن اللَّتينِ أَقَامَتهُما الآنِسة بلانش نَاعِتًا زَوجات التُّجار حَديثي العَهْد بِالغِنى بِقِلَّة العَقْل وضَحَالَة الفِكْر ويَتَحدَّث كَيف أنَّ الآنِسة بلانش تَسرِقُهُ وتُنفِق بِشِكلٍ مُبَالَغ فيه ويَدُور بَينَهُما نِقاشٌ طَويل حَولَ الإسْرَاف والكَذِب والخِيَانة ويُحدِّث عن الأمور الّتي حَدَثَت عِند وُصول الجِّنِرال إلى باريس وحِلْم الآنِسة بلانش الّتي تَرى تَحقِيقه عن طَريق الجِّنِرَال وبَعْد الأَحْداث الكَثِيرة الّتي حَصَلَت يَرْحَل ألكسي مُوَدِّعًا الآنِسة بلانش.
الفصل السابع عشر
في آخِر فَصْل من فُصُول رِوَايَة المُقَامِر، وبَعْد انْقِضَاء ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا فَإذ بألكسي يَعيشُ وَضْعًا خَيْرٌ مِنْهُ وَضْع أَي شَحَّاذ مُتَسوِّل، لِيُسَافِر إلى هامبورغ بَعْدَها إلى رورلتنبرغ وإلى عِدَّة مُدُن أُخْرَى بَعْدَ خُرُوجِه من السِّجن لِيُصْبِح مُرَافِقًا لأحَد الرّجَال الّذي أَحَالَ نَفْسَهُ بِنَفْسِه إلى خَادِم عِندَ هَذا الرَّجُل حتَّى جَمَعَ من أُجُورِ عَمَلِه مَبْلَغًا مُنْطَلِقًا بِه إلى مَائدَة القِمَار الّتى حَرَّرَتهُ لِيُصِح رَجُلًا حُرًا لا خَادِم، ويُعَاوِد ألكسي إلى هامبورغ لِيُقَامِر هُناك ويَلْتَقي بمستر آستلي الّذي كان هُناك، وكان يَعْلَمُ كُل ما جَرى لَه ويَدُورُ بِين الرَّجُلِيْن حَديثٌ عن حَالَة ألكسي الّذي تَلَبَّدَ عَقله ولَم يَعُد يُفَكّر سِوَى بالرُّوليت ويَعْرِف ألكسي ما حَلَّ بالجّنِرال والجّدة وكل من مَرَّ بِفُصول هّذه الرّوَايَة ويَتَمَحْوَر حَدِيثُهما حَول باولين فَقَد صُعِقَ ألكسي ممّا عَلِمَه من مستر آستلي، والّذي كان فَظًا مَعَه لا كُرهًا فيه إنَّما لِغَايَة من الغَايات ويَخْتَتِم مِستر آستلي حَدِيثَه مع ألكسي مُؤكّدًا لَه قَنَاعَته بأنَّه ما يَزَالُ نَبيلًا مُقَدِّمًا لَه ما رَفَضَهُ ألكسي في البِدَاية ومن ثُمَّ يَفْتَرِقَا، غَدًا سَيَنْتَهي كُل شَيء هَذا ما كان في نِهَايَة ما تَوصَّل إليه ألكسي عِندَما كان يَتَفَكَّرُ مع نَفسِه.
من مائدة القمار
لِكُل شَرِيحَة مِن شَرَائح المُجْتَمَع مُصْطَلَحَاتها وقَوَاعِدُها المُتَعارَفَة فِيمَا بَيْنَ مَن هُمْ مِن هّذه الشَّرِيحَة فالأُدَبَاء لَهُم مُصْطَلَحَاتَهُم وقَواعِدهم المُتَعارَفَة فِيمَا بَيْنَهُم والأَطِبَّاء والطُّلاب والسُّكارى والعَسْكَريين كَذلِك المُقامِريين جَمِعهم لَدَيهم مُصْطَلَحَاتَهُم وقَواعِدهم ومِن قَوَاعِد المُقَامريين في رِوَايَة المُقَامِر:[٢]
الرّوليت نَوع مِن الجَّحِيمْ يُشْبِه جَحِيم المُعتَقَل.
المُقَامِر المُتَمَرّس يَعْرِف مَاذا تَعْني نَزْوَة الصُّدْفَة.
لَيْسَ من الخَيْر أن يُجرَّب المَرء حَظَّه مَرَّتَيْن على مَائدَة قِمَار وَاحِدَة.
من لسان المقامر
عِنْدَما يَفْقِد المَرءُ عَقْلَه يَفقِد احْتِرامَه وإذا اخْتَلَطَ في بِيئةٍ قَذِرَةٍ أَخَذَ مِنهَا أو التَصَقَت بِه وإن خَالَط مَن هُم دُونَه في الأَخْلاق والأَدب جَذَبوه إليهِم وأَخَذَ مِن أَخلاقِهم وفَقَدَ أَدَبَه وإن دَخَلَ القِمَار سَلَبَ مِنهُ كُل شَيء وأَدخَلهُ دَوَّامَة الضَّياع وكان لَدَي ألكسي إيفانوفيتش الكَثير مِن المَواقِف والأَحْداث والدَّوافِع الّتي جَعَلَتهُ يَتَفَوَّه بِعِباراتٍ تَجْعَل لَدَى القَارىء فُضُول للتَّعرُّف على تَركِيبَة شَخصيَّة هذا الرَّجُل، ومن عِبَاراته الغَريبَة:[٢]
العُبوديَّة تُهيّء لَذائذ عَذبَة.
إنَّ في المَذَلَّة والسُّقُوط لَمُتعة عُظْمِى.
إنَّ المَرء لِيَجِد لِذَّة في أَدنَى دَرَجة من دَرَجات الانْحِطَاط والمَذَلَّة.
إنَّ المَرء يَجِد اللذَّة العَذْبَة أيضًا تَحْتَ ضَرَبات المِقْرعَة حِينَ تَهوِي على ظَهرِه وتَسْلَخ جِلده.
اقتباسات من رواية المقامر
قَد تُجبِر ظُروف الحَياة أَحيانًا بَعض الأشْخاص إلى أَخْذ مُنحَنى آخَر في حَيَاتِهِم وتُجبِرهُم للدُّخول في دَوَّامة الضَّياع لَكنَّهم يُحافظون على مَبادئهم فالمُقَامِر إنْسَان قَادَتهُ الظُّروف إلى طَاوِلَة القِمَار وقَد يُقَال أَنَّه من الطَّبيعي أَلَّا يَكون المُقَامِر شَريفًا أو صَاحِب مَبَادىء، ومَهما كَانَت النَظرة تِجاه المُقَامِر فلا ضَير من ذِكر بَعَض الاقْتبَاسات من أفواه المُقامرين.[٢]
قَد تَعْقِد صِلات حتَّى بِأُناسٍ تَكْرههم إذا قَادَت الظُّروف إلى ذَلِك.
أَسْتَطيعُ أَن أُحْيي مَوتِي فَأسْتَأنِف الحَيَاة أَسْتَطِيع أَن أَكْتَشِف في نَفْسي الإنْسَان قَبْلَ أَنْ يَضِيع .
يَكْفي أَن أَكون مُتَعقّلًا صَبُورًا مَرة وَاحِدة في حَيَاتي أَن أَكُون قَوي الإِرَادة حتَّى أُغَيّر مَصيري في سَاعة.
من مؤلفات دوستويفسكي
رَحَل دوستويفسكي وتَرَك أَعْمالًا سَتَبْقى حَيَّةً تَشْهَدُ لِهُ رحَلَ دوستويفسكي، وبَقِي أَبطال رِواياتِه بَقِي راسكولينكوف ليَكونَ عِبرةً للجَريمة التي يليها عِقاب وألكسي إيفانوفيتش لِيُبيّن عَوَاقِبَ القِمَار وديميتري كارامازوف لِيكون عِظَةً لمن سَلَك طَريقَ المَجُون والسُّكر والعُقوق رَحل وترَكَ روائع مِنها:[٣]
بَيْت المَوتى 1861 وهَذِه الرّوَايَة لَها عِدَّة أَسماء: “ذِكرَيَات مِن مَنْزِل، بيت الأَمْوات أو مَنْزِل الأَمْوات أو المَوتى، مُذَكَّرات مِن البَيْت المَيّت”.
رَسَائل مِن تحت الأَرض 1864 وهَذِه الرّوَايَة لَها عِدَّة أَسماء أَيْضًا: “مُذَكَّرات قَبو، الإنْسَان الصرصار، رَسَائل من العَالَم السُّفلي”.
الجَرِيمَة والعِقَاب 1866.
الإِخوة كارامازوف 1880.