1من اصل2
من أسف أنّنا لا نملك معلومات توضيحيّة جول مصطفي الغلاييني وعلاقته بالشيخ المّرْصفي أستاذه، مع أنّه وّفَدَ على مِصْر والأزهر في المرحلة التعليميّة إيّاها.
فالغَلاييني جاء مِصْر عام 1902، وكان في الثامنة عَشْرَةَ، وهو العام نفسه الذي دخل إبّانه طه الأزهر، وكان في الثالثة عَشْرَةَ، وبعد ثلاث سنوات صار تلميذا للمَرْصفي، أي في السادسة عَشْرَةَ، وقد لزمه لسنوات أربع.
ونحن على بيّنة أنّ الغلاييني أَمضى ثلاث سنوات في القاهرة فهل أنّ الصّدَفَ جمعته بالتلميذ في الأزهر طه حُسَين؛ أو لربّما التقيا، في آخر سنة له هناك عام 1905، في بعض دروس الشيخ المّرْصفي عند قراءته “الحماسة” لأبي تمام أو “الكامل” للمبرّد، أو” المُغْني” لابن هشام، فضلاً عن “المفصّل” للزمخشري؟
ولكنّ، الذي نحدس به ونستخلصه أنّ مصطفى الغَلاييني قد أصابه، إثر تتلمذه على المّرْصفي، ما أصاب طه حُسَين، وذلك من انصراف عن العلوم الدينيْة ومن غوص في العلوم الحديثة. وهكذا تعمّق طه في الأدب العربي والنقد والتاريخ الإسلاميّ؛ في حين تغلغل الغَلاييني في العربيّة، تدريساً وتأليفاً، بحيث ترك لنا دُرّته اللغويّة “جامع الدروس العربيّة”. فهي، في حقيقة التقويم، التي أبقت له ذكراً دائماً ومتجدّداً، وهي التي حملت أحد الدارسين القلائل لمصطفى الغلاييني، وهو أحمد الخوْص، على أن يَسِمَ كتابه الموقوف على دراسة “الجامع”، والواقع في 404 صفحات من القطع الكبير، بالعنوان التالي: “الغَلاييني، نحويّ العصر” (المطبعة العلميّة، دمشق 1988).
إنّ أثر الشيخ سيّد المرصفي (ت1931) في طه حُسَين لعظيم،