2من اصل3
بدليل ما أتى عليه طه في أَوْل كتاب أصدره عام 1915: “أُستاذنا الجليل سيّد المّرْصِفي أَصحّ مَنْ عرفتُ بمصر فِقْهاً في اللغة، وأسلمهم ذوقاً في النقد، وأصدقهم رأياً في الأدب، وأكثرهم رواية للشعر، ولا سيما شعر الجاهلية وصدر الإسلام” (تجديد ذكرى أبي العلاء، ص5، ط6، دار المعارف، القاهرة 1963).
وأحد تلامذة المّرْصفي، وهو محمّد محيي الدين عبد الحميد، وهو الذي وقعنا على اسمه فوق أَغلفة عشرات الكتب التي حقّقها في تراثنا؛ يذكر أنّ الحَلْقة الدراسية التي كان يعقدها الشيخ سيّد المّرْصفي كانت تشتمل، فضلاً عن الأزهريّين من طلبته، على الأدباء والشعراء المعاصرين له، فتغدو حَلْقة العلم هذه مِهْرجاناً.
ولكنّ الأمر الذي استوقفنا ووقفنا عنده تتلبسنا فيه بعض الحيْرة، أنّ طه حُسَين أفاض في ذكر أُستاذه المَرِصفْي وفي الاعتراف الصريح بما كان له من أياد بيضاء عليه، حتّى إنّه أتى علىِ اسمه غير مرّةً في كتابه الذاتيّ الشهير “الأيّام”؛ بيد أنّ مصطفي الغَلاييني كان مقتَراً في الإشادة بأستاذه العلامة. إذ إنّه، في الحاشية الواردة في الصفحة 37 من “ديوان الغَلاييني” يُحمل رحلته في طلب العلم الأزهر على الأستاذ الإمام المرحوم الشيخ محمّد عبده، مفتي الديار المصريّة لذلك العهد، وعلى الشيخين