تمهيد
للقياس أهمية كبيرة في حياة الناس، فعن طريق القياس يعرفون العديد من الأشياء المهمة عن الكون من حولهم، ويسيّرون التعاملات فيما بينهم، ولهذه الأسباب كان لا بدّ من تعريف وحدات للقياس ليتمكن الناس من قياس الكميات، والحكم على مقدارها وكميتها، وليتمكنوا من مقارنة الكميات التي هي من نفس النوع. وتعتبر القياسات الثلاثة: الطول، والكتلة، والزمن، أساسيةً جداً في تعريفنا للكميات الأخرى، حيث إننا وباستخدام وحداتها نستطيع تعريف معظم الوحدات الأخرى. وعادةً ما يُنسب اسم نظام الوحدات لها؛ فمثلاً يُعرف النظام العالمي للوحدات بنظام م – كغ – ث (أي متر-كيلوغرام-ثانية)، والنظام البريطاني يُعرف بنظام سم – غ – ث (أي سنتيمتر-غرام-ثانية) حيث إن الترتيب للوحدات كان طول – كتلة – زمن. ويوجد بالتأكيد قياسات أخرى أساسية تساعدنا في تعريف وحدات أعقد مثل التيار، ودرجة الحرارة وغيرها، إلّا أنّ الطول، والكتلة، والزمن، تستخدم في تعريف معظم الوحدات، ويظل مفهوم كل واحدة منها أساسيّاً أكثر من مفاهيمٍ أخرى؛ كمفهوم التيار ودرجة الحرارة.[١][٢]
وفي النظام العالمي للوحدات، الوحدة المستخدمة لقياس الطول (أو المسافة) هي وحدة المتر (م)، حيث إنّ المتر الواحد يُعرّف على أنه طول المسار الذي يقطعه الضوء في الفراغ في زمن مقداره 1/299792458 من الثانية، حيث إنّ سرعة الضوء هي ثابت كونيّ لا تتغير إطلاقاً. وأمّا في النظام البريطاني، فإنّ وحدة قياس الطول هي السنتيمتر (سم) والذي هو 1/100 من المتر