تهانئ الأمم بالأعياد
حديث العيد- كل عام وأنتم بخير بهذه العبارة الجميلة نتبادل التهانئ بالأعياد في بلادنا العربية. أو في البلاد التي يجمعها اسم “الشرق الأدنى”. ويسرني أن ألقاكم من هذه المحطة التي تسمى باسمه. لأنها من جهة تهنئة بلادنا التي اصطلحنا عليها. ولأنها من جهة أخرى أجمل تهنئة عرفناها بين تهانئ الأمم بالأعياد. فأكثر الأمم تتبادل التهنئة في أعيادها بتمني السعادة للمهنئين.. ويوم سعيد أو عام سعيد أو عيد سعيد -هو الاصطلاح الذي يتبادله معظم الغربيين في أمثال هذه المناسبات، وهي أمنية جميلة محبوبة. لكن أمنيتنا نحن الشرقيين أجمل منها وأحب إلينا. لأن الخير أعظم من السعادة، وهو يشملها ويحتويها. ولكنها لا تشمله ولا تحتويه. قد يكون الإنسان سعيدًا وهو مخدوع في سعادته. كأولئك الذين يحيط بهم الشقاء وهم يجهلونه ويجهلون أنفسهم ويحسبون أنهم سعداء. وقد يكون الإنسان سعيدًا بما لا يشرفه ولا يجلب السعادة إلى غيره، كأولئك الأشرار الذين يسعدون بما يُشقي الآخرين، ويرتفعون في أعين الدهماء وهم حقيقون بالضعة والإسفاف. وقد يكون الإنسان سعيدًا لأنه فارغ من المتاعب لا يشغل نفسه بواجب ولا مروءة، ولا يتطلع إلى مجد ولا فضيلة. فالسعادة جميلة محبوبة، ولكنها معدن قابل للتزييف والخداع. أما الخير فهو المعدن الذي لا يقبل تزييفًا ولا خداعًا، ولا يكون خيرًا إلا وهو شيء يختاره الإنسان الفاضل على كل حال. فمن كان في خير فهو في صحة ورضا وراحة ضمير، وهو سعيد والناس به سعداء.. وهو بعيد عن الشر أو الشر منه بعيد، وهذه هي الأمنية المثلى التي نبحث عن أمنية نتمناها لأحبائنا حين نتبادل التمنيات الحسان في الأعياد، فلا نهتدي إلى أمنية أكرم منها ولا أعز وأغلى، وكل عام إذن وأنتم بخير. وإن شئتم مرادفًا لها، تجري به الألسنة في بلادنا كذلك.. فكل عام وأنتم طيبون.
عباس العقاد