توكتوك وملوخية2من اصل6

– لأ خالص، دي الأغاني هي الحاجة الوحيدة اللي ما استمتعتش بيها وما فهمتش أغلب كلامها من كتر ما الصوت كان عالي، ده أنا حسيت إن التوكتوك هينفجر بينا من الصوت.

ضحكت كريم. .

– إنسي بقي «التوكتوك» ويلا بينا عشان البيت هنا في آخر الشارع.

فرح «ميلانوفيا» لأنه أخيراً وصل وانتهت هذه المُعاناة الطويلة الشاقة، وإذ به الآن في مكان ملئ بالأصوات والحركة، والأطفال يلعبون والنساء يجلسن أمام بيوتهن، وبعض الرجال يجلسون أيضاً مع أصدقائهم، وشاب يتكلم مع صديقه، وبين هذا وذاك أحاديث ومواضيع وأسرار.

أصبحت «مريم» تُلقي السلام علي الجيران وتسأل عن أحوال هذه وعن صحة هذا وتتبادل السلام والتحية من هؤلاء ومع هؤلاء. . شعر «ميلانوفيا» بشئ غريب، شئ من الألفة والمحبة والكلمات الصادقة والتحيات التي تخرج من القلب بشغف لا يوجد وراءه سبب أو مغزي أياً كان. . سأل «ميلانوفيا» «مريم»

 – إنتِ إزاي عارفة الناس دي كلها؟ ده انتِ سلمتِ علي يجي عشر ستات وحوالي عشر رجالة، غير الناس الكبيرة اللي سألتِ عن صحتهم، إزاي عرفتِ كل دول؟!

– المناطق الشعبية يا «صابر» مش زي المُدن الكبيرة إحنا هنا نعرف بعضنا كلنا، إحنا مش مجرد جيران، نعتبر زي الأهل وأسرة واحدة ولو دورت ورا كل واحد مننا هتلاقي في بينا صلة قرابة. . صلة قرابة من بعيد، يعني موضوع كده يحتاج إسبوع عشان يتشرح وتفهم بالتحديد إيه نوع صلة القرابة. . علي أدّ ما الخدمات ومستوي الرقي في القُري قليل علي أدّ ما فيه حب بين الناس وفي جو صافي وجدعنة ولاد البلد اللي بجد، يعني يوم ما تقع في محنة تلاقي اللي يقف في ضهرك ويكون سند ليك واحنا هنا قوة وسند بعض عشان زي ما قُلت لك مالناش غير بعض.