1من اصل2
تلك المرة لا توجد وجوه مستطيلة تخترق سطح اللوحة وتستكمل بعدها في الفراغ، هناك عالم حي ينبض من حولنا، وقليلًا منا يشعر به، أحياه الفنان عادل السيوي في معرض «في حضرة الحيوان».
لوحات مفردة وأخرى تجميعية، وطبعات وحيدة، ورسومات جميعها تتجلى في التكوين الجسدي للحيوان، وعوالمه الداخلية، وتعارضات علاقته الغامضة بالإنسان، في معرض السيوي الذي أقيم بجاليري المشربية وأتيليه الفنان، وليست تلك هي المرة الأولى التي يحضر فيها الحيوان في أعمال الفنان، لكن يمكن القول إن الحضور هذه المرة كان الأعمق. حضر الحيوان كتيمة لدى السيوي، منذ معرضه الأول في مطلع الثمانينيات حيث كانت القطط والطيور والزواحف والثيران تتجلى في جنبات لوحاته ككائنات صامتة تظهر بصحبة البشر في مسيرتهم الوجودية يقول «خضت هذه التجربة في بداية الثمانينيات وكنت أسعى آنذاك إلى تطوير قدراتي على بناء المشهد ولكن كانت هذه السنين تأملًا للكائنات بوصفها عمارة حية قادتني إلى عالم آخر، واكتشفت أنني مولع بالحيوان نفسه كفاعل وذات مكتملة».
اليوم نرى تلك الذات الكاملة تحتل متن أعماله، أو تتجاور مع شخوص في ندية واضحة، فقد قضى 6 سنوات في دراسة طويلة، اكتشفت خلالها حضور الحيوان الطاغي في «خيالنا الشرقي»، دون أن ندركه، مثلما في حكايات «ألف ليلة وليلة» التي تعج بالحيوانات بل اكتشف أيضًا أن معرضه الأخير، الذي أقيم في 2010، كانت تسكنه العديد من الحيوانات دون قصد منه، يقول «كنت في البداية أنظر إلى الحيوان من حيث حجمه، نعومة الفراء،