2من اصل3
اتساع الجناح، وكذلك الروائح والأصوات التي ينسجها الحيوان في ذاكرته، ولكني انتقلت بعد ذلك إلى محاولة لم تنجح أبدًا، وهي فك لغز شخصيته ومشاعره الغامضة، ولدي فضول لا ينتهي لمعرفة ما يشعر به، وأتساءل دومًا عن نوع المشاعر التي يمكن أن تتولد في رؤوس هذه الكائنات الخفيفة التي تنظر إلينا من علو شاهق». وعن سبب اختياره لفكرة المعرض قال «جاء اختياري هذا، عندما قرأت دعوة الرسام الكبير بول كيلي لتلاميذه، التي تدعو إلى تأمل بنية الكائنات الحية نباتات كانت أو حيوانات، وكان الرجل يدفع طلاب الفن آنذاك للاستفادة من دراسة بنية الكائنات الجسدية، كنموذج للتكوين، فهي متنوعة بلا نهاية، وتظل كل بنية مفردة غير قابلة للتكرار، وهذا مغزى العمل الفني الخاص بي، التماسك والتفرد والاستقلال، فاللوحة تتبدى بكاملها كما يتبدى الجسد».
قطع السيوي رحلة مع الحبر الشيني كخلفية ثرية وانجذب بدرجة أكبر إلى عناصر اللون والملمس والحركة والنظرة والسلوك الجسدي، في محاولة منه للنفاذ إلى الشخصية أو الروح الكامنة، فلا يظهر الحيوان بوصفه رمزًا أو مجازًا، إذ يظل محتفظًا بكامل غموضه، كحضور يصعب اختراقه.