ثقافة الطفل تبدأ بحب القراءة
نحن في حاجة ماسة إلى تحبيب الكتاب إلى أطفالنا ولاسيّما في هذا العصر الذي أصبحت فيه القراءة من ضرورات الحياة، وهذا سيجعلهم فيما بعد ليسوا مثقفين فحسب، بل من الذين لا يستطيعون الإبتعاد عن القراءة بل ويعشقونها.
والأمر هكذا: حاولت بجهد متواضع أن أتحرى أموراً مهمة يمكن أن تبعث في نفس الطفل الميل إلى الكتاب، ومن ثمّ التشوق إلى قراءته، فوجدتها تتلخص في خمسة أمور: وهذه الأمور كما يلي:
1- أن يقدم الكتاب على شكل لعبة، فإنّ الثقافة تبدأ أوّل ما تبدأ بتعريف الطفل بالكتاب، ومن الأفضل “أن تقترب الكتب من الألعاب، وأن تسهم الحواس المختلفة بالتعريف عليها، ومن الأحسن أن تكون هذه الكتب مصنوعة من القماش أو الورق المقوى حتى تتحمل عبث الأطفال”.
2- أن يقرأ الوالد أو الوالدة بعض القصص المشوقة على أطفالهم “فإنّ الألفة بين الطفل والكتاب لا يمكن أن تتغلغل إلا عن طريق قراءة الوالدين لأطفالهم بعض القصص المشوقة أو إطلاعهم على بعض الصور والأشكال واللوحات”.
3- إعطاء القدوة الحسنة وذلك بالإكثار من القراءة أمامه، فإنّ الطفل بطبعه يميل إلى التقليد، ثمّ إنّ من الواجب علينا “توفير البيئة المشجعة على القراءة بتوفير القصص والمجلات الجذابة والمناسبة، وتشجيع الطفل على الإطلاع عليها”.
4- لابدّ من أن تستغل الفرص فـ”عندما يبادر طفلك بسحب كتاب أو مجلة وتقليب مصفحاتها سارعي بمساعدته، ولا مانع من قيامك بدور القارئ”.
5- “يمكنك أيضاً إنشاء مكتبة صغيرة في ركن من أركان المنزل، وتعلنين أنها خاصة بالأطفال، واطلبي منهم من حين لآخر تنظيم ما بها من كتب وترتيبها والعناية بنظافتها”، هذا مع إعلامهم أنها ملك لهم لأنّ الأطفال بفطرتهم يحبون التملك، والإدخار، والإقتناء.
هذه تقريباً أهم الأمور التي يمكن أن تجعل الطفل يقترب من الكتاب، ويميل إلى القراءة بحيث يصبح فيما بعد إنساناً قارئاً يتمتع بالوعي التام، والإدراك المميّز، والحس المرهف.