ثقة مفرطة في المستقبل2من اصل3
استمر والدي بالادخار ببطء ولكن بثبات، حيث وظف هذه الأموال بعد وقت طويل في إنشاء مطعم يوناني هو (سينترال كافيه) في كيرنسي، بولاية نبراسكا.
لم يكن هذا المطعم مميزًا بطعامه فقط، ولكن الحقيقة أنه على مدى ربع قرن كان يفتح أربعًا وعشرين ساعة في اليوم؛ سبعة أيام في الأسبوع؛ ثلاث مئة وخمسة وستون يومًا في السنة. ولطالما قضى والدي كثيرًا من هذه الساعات والأيام والسنين واقفًا في المطعم يعمل وهو يعاني دوالي الساقين وأشياء أخرى.
لقد كنت طفلاً في حقبة الكساد الاقتصادي في الثلاثينات، وأتذكر رؤيتي بمشاعر مختلطة من الفخر والتوتر- والدي يقدم الطعام (غالبًا مقابل القيام بأعمال بسيطة) لأي شخص عاطل عن العمل، أو عار حظ يدخل من الباب الخلفي للمطعم. وخلال حياته العملية، تقاسم ثروته مع عائلته، ومجتمعه، والمجتمعات القروية التي تركها في اليونان؛ فاشترى المنازل لأخواته وإخوته الذين يعيشون هناك، وتبرع لعمل كثير من التحسينات في قرية (فاهلي). حتى سمي الشارع الرئيس فيها بيتروبولوس، وفي عام 1963م، أهداه الملك بول أول وسام ذهبي للأعمال الخيرية.
كان والدي مخلصًا لأصله بصفته شخصًا من منطقة البحر الأبيض المتوسط، كان عاطفيًا، كانت الأغنية المفضلة لديه التي لا يعرف غيرها هي “بارك الرب أمريكا”. باكيًا دموعًا مليئة بالحنين إلي الوطن. كانت أمريكا بالنسبة إليه الثقة المفرطة بالمستقبل؛ لأنها استمرت بثبات على الرغم من الركود والكساد الاقتصادي في الثلاثينيات. وكانت بالنسبة إليه أيضًا الإيمان بالحرية وتساوي الفرص.إيمانه كان كبيرًا حتى حين قامت الجماعة العرقية المتشددة (كوكلوس كلا) بتعليق لافتة على مطعمه تقول: لا تأكل مع اليونانيين. حينها قال لي: أولئك ليسوا أمريكيين حقيقيين. ومع ذلك، كان عضوًا في أخوية الأيائل.