جانبا الدماغ 2 من اصل 2
وقد كشفت الدراسات الحديثة (“بريفيك” ٢٠٠٩) أن هناك نواقل عصبية معينة تهيمن على كل نصف من نصفي الدماغ: “الدوبامين” و”الأستيلكولين” يهيمنان على النصف الأيسر وتشتهر هاتان المادتان الكيميائيتان بارتباطهما بقدرات اللغات والحساب والاستدلال.
أما في النصف الأيمن موضع المشاعر والعمليات غير اللفظية فيهيمن “السيروتونين” و”النورأدرينالين”. ويفترض الباحثون أن مكانة تلك النواقل العصبية في نصف الدماغ الخاص بها تفسر القدرات الفريدة لكل نصف من نصفي الدماغ.
ومع أن هناك عددًا وافرًا من الكتابات التي تتحدث عن موضوع نصفي الدماغ فإن التطبيقات الأساسية لنتائجها ترتبط بأقسام الأبحاث والتطوير في المجالين الطبي والدوائي ولا يتسنى للعامة منا أن ينالوا سوى شعر مثير للاهتمام؛ غير أن هناك عددًا قليلًا من التطبيقات اليومية المتاحة. مثلًا توجد بعض الأدلة التي تبرهن على أن التحدث بحد ذاته يعزز المشاعر الإيجابية. إذا كنتم تعرفون أشخاصًا بحاجة للإبهاج فأوجدوا سبلًا لتجاذبوهم أطراف الحديث سواء إيجابيًّا أم سلبيًّا: ارتادوا دار عرض أو تبادلوا محادثة مع صديق مريض. وهناك أيضًا بعض الأدلة التي تبرهن على أن النشاط الفني يعد وسيلة للتعبير عن المشاعر السلبية.
لذلك إذا كنتم تعرفون أشخاصًا بحاجة إلى التعامل علنًا مع المشاعر أو التجارب السلبية فجربوا أساليب التعبير الفنية غير اللفظية؛ لكن إضفاء أهمية كبرى على “التدريس للنصف الأيمن من الدماغ” على سبيل المثال يجعل الاهتمام بالإبداع لدى المرء يبدو شيئًا جديدًا؛ مع أن الأبحاث المتعلقة بنصفي الدماغ لم تؤكد
سوى أننا نمتلك جانبًا أكثر إبداعية وآخر أكثر خطية.