جان دارك 2 – 8

جان دارك 2 - 8
جان دارك 2 – 8

جان دارك 2 – 8

وجدير بالذكر هنا، أنها كانت فتاة تختلف تماماً عن الأخريات، ولم تكان جان تدري من أمر هذا الفارق شيئاً، حتى ذلك المساء عن عام 1425 حين بدأت مغامرتها العجيبة.

سارعي لمساعدة ملك فرنسا:

كانت جان في حديقة منزلها، عندما شاهدت شعاعاً من نور، يهبط فجأة من السماء، فتجمدت في مكانها متأثرة لفرط ما شاهدته، وحينذاك سمعت الفتاة صوتاً شفافاً “ملائكيا” يناديها: “ابقى دائماً على طهارتك، وظلي دائماً الفتاة الطيبة العاقلة! وداومي على الذهاب إلى الكنيسة”. ثم ساد الصمت من جديد، وعاد كل شيء إلى ما كان عليه. وبعد أن أفاقت جان من دهشتها، قررت ألا تنبس ببنت شفة لمخلوق بما حدث، وما قد ينتظر حدوثه.

وبعد مضي فترة وجيزة، تكررت نفس الواقعة العجيبة، إير أنه ظهر في هذه المرة أمام الفتاة الصغيرة، القديس ميخائيل، وكان التنبيه واضحاً وحاسماً: “سارعي إلى مساعدة ملك فرنسا”.

وعند سماع جان لهذه الكلمات، بدأ القلق، والخوف، والإنزعاج، يساورها وطفقت تتساءل، ما هو نوع تلك المساعدة التي يمكن أن تقدمها فتاة ريفية، فقيرة، عديمة الخبرة، وجاهلة مثلها؟ فقد كانت تعرف بصعوبة، القليل عن وجود الملك الشاب الذي خلف والده شارل السادس منذ عامين، إذ كان الملك يعيش على بعد مئات الكيلومترات من دومريمي، يسمعون أن الملك شاب ضعيف، وأن جانباً كبيراً من المسئولية يقع عليه، إذا ما ظلت فرنسا التي غزاها الإنجليز، تتجه نحو الدمار. وركعت جان على ركبتيها، وتوسلت إلى القديس ميخائيل قائلة: “سيدي، ماذا؟! أنا لست إلا فتاة صغيرة، لا أعرف شيئاً.. ولا حتى أن أمتطي ظهور الجياد…”.

m2pack.biz