جرانادا
1من اصل2
كانت غرناطة آخر معاقل إسبانيا العربية، واليوم تحتفظ المدينة الواقعة على ارتفاع 738 متراً عن سطح البحر على سفح جبال سييرا نيفادا بنكهتها الخاصة ولعل أهم من يميز زيارة هذه المدينة هو المشي في الطرق الضيقة المرصوفة بالحجر صعوداً وهبوطاً ومروراً بمطاعم تقدم بعض أشهر ما يجود به المطبخ الإسباني أحد أهم مطابخ العالم.. إنه خليط ما بين ملتقى الحضارات التاريخي والمتنزه حيث مباهج الحياة وإبداعات العصور الغابرة، حيث الزوار من جميع أنحاء العالم، فعلى الرغم من الجهود المضنية لما يقرب من ألف عام لمحو نحو ثمانية قرون من التاريخ هي عمر الأندلس من عام 711 إلى 1492، سنة سقوط غرناطة لا يزال عبق الحضارة الإسلامية أهم ما يميز المدينة. فقد وصل الفتح الإسلامي إلى شبه جزيرة أيبريا منذ بدايات القرن الثامن الميلادي، وعام 756 دخل عبد الرحمن بن معاوية الأموي قرطبة- وقد هر بمن ملاحقة الخليفة العباسي في دمشق- حيث تغلب على يوسف الفهري الذي كان قد استقل بحكم قرطبة بعد سقوط الإمارة الأموية في الأندلس فأقامها من جديد. وستستمر الدولة الأموية في الأندلس عام 1031، حيث أعلن عبد الرحمن الثالث حفيد معاوية الخلافة عام 929 درءاً للخطر الفاطمي المتمركز في تونس لتعود وتسقط خلافته خلال عقود… إلا أن قرطبة نفسها لن تسقط بيد فرديناند الثالث ملك قشتالة حتى عام 1236. وخلال عامين من سقوطها ستظهر مملكة غرناطة لتبقى نحو قرنين ونصف من الزمان ملاذاً للمسلمين واليهود والمستعربين من بطش ملوك أوروبا الكاثوليكيين المتعصبين لدينهم…
شرفات الرمانة شبابيك من نور. فمن التماثيل إلى الحوائط والبلاطات عالم أنيق لا يخلو من إثارة.
كلمة Granada بالإسبانية تعني “الرمانة”، وهي الرسمة التي تزين شعار المدينة بالفعل. وتتميز مدينة غرناطة بتلاقي أربعة أنهار على أرضها أطولها نهرا حدرة وسنجل، كما تتميز باقترابها من شاطئ البحر المتوسط وكونها نقطة انطلاق لممارسي التزلج على الجليد.