2من اصل3
وفي غرناطة فضلاً عن قصر الحمراء وجنة العريف أحياء ومعالم تعد مزارات فريدة لعل أقدمها الرياليخو وهو حي يهودي في عهد بني نصر الأسرة العربية الأطول حكماً على الإطلاق في الأندلس، حيث دامت دولتهم مملكة غرناطة منذ أن أسسها ابن الأحمر عام 1238 إلى استيلاء فرديناند الثاني ملك أراجون وإيزابيلا الأولى ملكة قشتالة (“ملكا الكاثوليك” كما كان يعرفان) على المدينة عام 1492… وكانت هذه هي النهاية الحزينة لقصة الأندلس كمركز حضاري متعدد الأعراق والمعتقدات. لقد بلغت أهمية اليهود في المنطقة من قبل قيام مملكة بني نصر إلى حد أنها تعرف بغرناطة اليهود. واليوم يتميز الرياليخو بالفيلات على الطراز القشتالي ذات الحدائق المطلة على الشوارع صعوداً وهبوطاً.
وعلى الرغم من تنوع المشاهد والنشاطات فإن غرناطة محاطة بالخضرة من كل جانب، وهي كالمخدع الرابض في حضن الجبل. لا يكاد يجهدك السير حتى يشدك مقهى على الرصيف بجمال مقاعده الخشبية وبساطة طرازه، من قبل أن يشدك بما يقدمه من مشروبات.
إنه عالم من الفرح متعدد الأوجه ولا ركن فيه يشبه ركناً آخر رغم حالة الانسجام التي تظله وتوحده إلى جوار الريالينو شهدت المدينة العربية مولدها بتأسيس ما كان يسمى طائفة غرناطة على يد زاوي بن زيري الأمازيغي عام 1013. كانت هذه حقبة ملوك الطوائف الأولى، وقد وقعت بعد سقوط دولة المرابطين وقبل صعود دولة الموحدين (وهما دولتان أمازيغيتان دامت كل منهما في الأندلس بضعة عقود)، وسرعان ما ضمت الطائفة حي البيازين الذي بنى بن زيري حوله سياجاً دفاعياً والذي لم يبلغ ذروة ازدهاره حتى عهد بني نصر. ويعد البايزين أحد المزارات السياحية الرئيسية في الأندلس حيث أدرج ضمن مواقع اليونسكو للتراث العالمي سنة 1994.
إنه عبارة عن شبكة من الطرق الضيقة تحفها بيوت على الطراز المعروف بــCarmen grandadino وهو بيت بحديقة صغيرة محاط بجدار عال.