«جهات حكومية» تضع آليات لمكافحة «التواطؤ»
< حددت جهات حكومية بالتنسيق مع مجلس المنافسة آليات جديدة وخطوات لمواجهة التواطؤ في المناقصات الحكومية، وذلك من خلال البحث عن الأنماط والعلامات الدالة على التواطؤ عند قيام المنشآت بتقديم العروض، إذ توجد ممارسات توحي بعلامات تواطؤ في المناقصات، منوهة إلى أن الحالات تكثر في قطاع المقاولات من الباطن والمشاريع المشتركة غير المعلنة.وكشف «المجلس» بعد تحديد الخطوات والآليات للحد من التواطؤ عن أمثلة عدة تزيد من نسبة شكوك التواطؤ، منها في حال أن تكون المنشأة غالباً هي صاحب العرض الأقل، أو وجود تخصيص جغرافي للعروض الفائزة بحيث تقوم بعض المنشآت بتقديم العروض التي تفوز في مناطق جغرافية بعينها وتقديم عروض لا تفوز في بقية المناطق، كما أن وجود منشآت لم تقدم عرضاً على مناقصة كان من المتوقع أن تقدم بينما استمرت في التقديم على مناقصات أخرى يرفع احتمال التواطؤ، أيضاً وجود منشآت تسحب عروضها بشكل غير متوقع، أو منشآت تقوم دائماً بتقديم عروض ولكنها لا تفوز أبداً، وفي حال أن يقوم المتنافسون بعقد اجتماعات بشكل منتظم قبل فترات قليلة من الموعد النهائي للمناقصة، وأن يرفض صاحب العرض الفائز بالمناقصة قبول العقد ويكتشف أنه مقاول من الباطن على سبيل المثال».فيما شددت الجهات المشاركة في تحديد آليات التواطؤ على ضرورة البحث عن العلامات الدالة على التواطؤ في المستندات، كوجود أخطاء متشابهة في مستندات وخطابات العروض المقدمة من منشآت مختلفة وأن تتضمن العروض المقدمة من منشآت مختلفة على خط يد متماثل أو نماذج كتابية متطابقة، كما يمكن اكتشاف التواطؤ من خلال مستندات العرض من إحدى المنشآت بإشارات صريحة وأن تحوي المستندات تقديرات متطابقة لكلفة عنصر معين، كما يمكن ملاحظة وجود تعديلات كثيرة مضافة في اللحظات الأخيرة وفي حال قام المتنافسون بتقديم عروض متماثلة أو إذا كانت الأسعار المقدمة من العروض تزيد زيادة منتظمة.وأوضح «المجلس» أن هناك علامات دالة من خلال تحديد الأسعار، فيمكن استخدام العروض للمساعدة في كشف الاتفاق على التواطؤ، بحيث ينبغي البحث عن الأنماط التي توحي بأن المنشآت نسقت في ما بينها كزيادة السعر التي لا يمكن تفسيرها على أنها جاءت نتيجة زيادة الكلفة، وإذا كانت العروض الخاسرة أعلى في القيمة بكثير من العرض الفائز فيحتمل أن يكون هناك اتفاق على استخدام خطة عروض التغطية ومن الممارسات المعتادة المستخدمة في خطط وضع الأسعار للتغطية إضافة نسبة 10 في المئة أو أكثر على اقل عرض، إذ إن أسعار العروض التي تكون أكثر من تقديرات الكلفة أو أعلى من العرض يمكن أن تشير إلى وجود تواطؤ، لاسيما في حال الارتفاع المفاجئ والمتماثل في الأسعار أو اختفاء التخفيضات والخصومات المعتادة على نحو غير متوقع، أو وجود اختلاف كبير بين سعر العرض الفائز والعروض الأخرى.كما وضعت «الجهات المشاركة» مع «مجلس المنافسة» السلوكيات المريبة ضمن أحد أساليب التواطؤ في المناقصات الحكومية، كأن تتقابل المنشآت سراً قبل تقديم العروض، وعقد اجتماعات بشكل متكرر، أو في حال تقديم المنشأة للعرض الخاص بها مع عروض منشأة أخرى وفي حال تقديم العرض بأن يحضر مندوب المنشأة ومعه عروض متعددة وقبل التسليم النهائي يختار أحد العروض ويتقدم به وذلك بعد معرفة أصحاب العروض الأخرى.وشدد «المجلس» على أن محاربة التواطؤ ضمن أولويات العديد من الهيئات والجهات الحكومية، ولكن الصعوبة تكمن في جمع المعلومات الكافية للإدانة، لذا لا بد من التعاون بين الجهة صاحبة المناقصة ومجلس المنافسة.