جَت سليمة6من اصل7
إحنا أساساً ما بنعملش حاجة غير الجدال وإننا نطالب بحقوقنا، بس للأسف تعبنا والطاقة اللي كُنا مسنودين عليها خلصت زي ما تقول كده البطارية فضيت.
– وبناءً علي كدا بطلتوا تطالبوا بحقوقكم؟
– لا بنطلب، بس بنطلب من ربنا سبحانه وتعالي، هو السند الوحيد وهو اللي بيسمعنا. . وعلي الأقل بنتكلم معاه من غير أي خوف وبنقوله كل حاجة بصفاء نية وصراحة لكن لو قررنا نتكلم مع حد تاني مش مسموح بالكلام أو الاعتراض أو حتي إصدار أي فعل!!
– بِعدنا عن موضوعنا. . أنا عاوز أعرف ليه السائقين مًستهترين بقيمه الأرواح والرُكاب وليه السُرعة اللي بيمشوا عليها من غير خوف أو قلق علي نفسهم او غيرهم؟
– مش هقول إنهم مش غلطانين، لأ غلطانين وجدًّا كمان، بس بصراحة أنا مش حابه ألقي باللوم عليهم أوي لأن كل واحد منهم وهو سايق عنده أكتر من مشكلة ومئات الهموم. . عندك مثلاً قسط العربية والبنزين ومصاريف عربية ومصاريف بيت والتزامات وحاجات كتير ربنا وحده الأعلم بكل واحد فينا، وأكيد هُمَّا مش قاصدين يعرَّضوا حياتنا وحياتهم للخطر بس هو السواق بيبقي عاوز يخلص من الزحمة ويوفر حرق البنزين علي الفاضي وعاوز يوصل الموقف يحمِّل رُكاب تاني عشان قرش علي قرش بيعمل جنيه والجنيه هو الوسيلة الوحيدة اللي بنعيش بيها في البلد، وبصراحة الفلوس دلوقتي أقوي سند. . وفي حاجة كمان إنت تعرف إن أغلب الناس اللي راكبين الميكروباصات بيبقوا أصلاً شغالين عليها باليوم فبالتالي محتاجين يشتغلوا بأكبر قدر ممكن عشان يجمعوا دخل كويس بيتقسم آخر الليل علي تلاتة، صاحب العربية، والسواق والعربية نفسها ليها تِلت للبنزين والزيت والصيانة.
كُلما سمع «ميلانوفيا» عن حال البلد أثاره الفضول أن يعرف أكثر واكثر، ويريد أن يري كل شيء في هذا البلد ويعلم مُعاناة سُكانه، وفي كل لحظة كان يحمد ربه أنه لا توجد مثل هذه الأمور الكارثية في كوكبه.