جَت سليمة7من اصل7
نظر «ميلانوفيا» إلي «مريم» وقال:
– برضو رغم كل الأعذار اللي قُلتيها مش قادر ألاقي مبرر للسواق اللي كان هيموتنا ولولا ستر ربنا كان زماننا في تعداد الموتي.
وفي لحظة توقفت السيارة وركب شخص عجوز ذو شعر أبيض وهزيل البنية والقوام. . وكالعادة يطلب السائق الأجرة، ولكن هذا العجوز لم يكن معه مال كي يدفعه!!
تعجب «ميلانوفيا» وقال في باله: وهل يعقل أن يوجد شخص بلا مال؟ وكيف لا يستطيع أن يدفع الأجرة للسيارة التي تُعد بضعة قروش وليست بمبالغ باهظة! وما هذا الحظ اللعين الذي أوقع هذا العجوز مع هذا السائق الطائش الذي لا يرحم.
ولكن في لحظة سمع السائق وهو يقول للعجوز: مش عايز أجرة يا حاج، انا بس عايزك تدعي ربنا يحفظني ويرزقني بالخير ويستر طريقي. . ذُهل «ميلانوفيا» من هذا الموقف وكأنه يريد أن يقول كيف تحول هذا السائق من شخص شرير بارد كاد أن يخرج من عينه شرراً إلي شخص مُسالم وتقي إلي هذه الدرجة!!
بعد دقائق طلب العجوز أن ينزل من السيارة لأنه وصل المكان الذي يُريده فتوقف السائق بجانب طريق آمن لكي يستطيع أن ينزل العجوز في هدوءٍ وسلامٍ وثم تطوع أحد الركاب وساعد العجوز لكي ينزل من السيارة. . ظل «ميلانوفيا» ينظر علي العجوز وإذ بأحد الرجال يُساعده علي تخطي الطريق.
قال ميلانوفيا في باله: عجيب أمرك يا كوكب الأرض. . هؤلاء الأرضيون بداخلهم شيء جميل وينقصهم فقط أن يُشير إليهم أحد بإصبعه تجاه هذا الشيء. . ظل شارداً لفترة طويلة حتي أخبرته «مريم» بأنهم وصلوا. . فنزل من الميكروباص وهو يشعر بأحاسيس ومشاعر مُتناقضة ما بين التعاطف مع هذا الكوكب أو العجلة من أمره في الهروب من هُنا. . ثم جاء إليه السائق وسلم عليه ودار بينهما حديث هادئ يشبه الاعتذار وانتهي الخلاف في موقف السيارات وكأن شيئاً لم يكن.